يمكن ​الإتحاد الدولي لكرة القدم​ أن يفخر برصيده الكبير حول العالم لجهة تنظيم البطولات الكبرى ودقة المواعيد والتخطيط المبكر لل السنوات المقبلة عبر استراتيجية طويلة الامد أثبتت نجاحها حتى الآن، لكن لا يمكن للفيفا أن يفعل الأمر نفسه مع الجوائز الفردية التي تُمنح للاعبين والتي لطالما شكلّت مادة مثيرة للجدل في الاوساط الإعلامية والجماهيرية وحتى بين اللاعبين أنفسهم.

الكثير من الإنتقادات صبت في اتجاه واحد منذ ما يفوق عقد من الزمن، حين كانت اختيارات الأفضلية محصورة بين النجمين ليونيل ميسي و​كريستيانو رونالدو​، وعلى الرغم من ان الأرجنتيني والبرتغالي كانا يستحقان الفوز بالكرة الذهبية في أعوم كثيرة، إلا ان الكثير من اللاعبين الآخرين ظلموا خلال تلك الفترة، لأن انجازاتهم كانت واضحة وتفوق ما حققه النجمين، لكن اختيارات الفيفا كانت غالبا ما تصدم المتابعين.

اليوم تشكل جائزة "The Best" الممنوحة من الاتحاد الدولي لكرة القدم فرصة أخرى لجدل جديد لن ينتهي باختيار افضل ثلاثة لاعبين وهم ​روبرت ليفاندوفسكي​، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، لكون هذا الإختيار أثار حفيظة البرازيلي نيمار نجم فريق باريس سان جيرمان والذي سخر من استبعاده عن القائمة النهائية ووجه انتقادات مبطنة للفيفا.

بغض النظر عن أحقية ليفاندوفسكي نجم ​بايرن ميونيخ​ بالتواجد لكونه المرشح الأول للفوز بالجائزة بعد قيادته بايرن ميونيخ للفوز بثلاثية الدوري والكأس في المانيا ودوري أبطال أوروبا وتتويجه هدافاً للمسابقات الثلاث، الا ان وضع اسمي رونالدو نجم يوفنتوس وميسي نجم برشلونة في القائمة النهائية لا يبدو مفهوماً، بغض النظر عن التذرع بالتصويت، لأن المطلوب من الأساس كان وضع قائمة جديرة بالثقة وبعيدة عن التجاذبات والجدل من هنا وهناك.

واذا كانت جائزة "الأفضل" تركز على الإنجاز الفردي للاعب في موسم منتظم، فإن نيمار أو ​كيليان مبابي​ كانا يستحقان التواجد في القائمة النهائية لقيادتهما باريس سان جيرمان للفوز بالدوري الفرنسي والتأهل الى نهائي دوري أبطال أوروبا، كما ان مبابي كان الأكثر تسجيلا في الدوري مع وسام بن يدر ويستحق التواجد مع نيمار بدلا من ميسي ورونالدو.

مهما يكن من أمر، فإن الفيفا مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى سحب اسمي رونالدو وميسي من الجوائز الفردية (اذا لم يكونا يستحقان هذا الأمر) لأن استمرار طرح اسم البرتغالي والارجنتيني من أجل الاستهلاك الإعلامي، سيزيد من حدة الانتقادات باتجاه الاتحاد الدولي ويضعف من مصداقية الاختيارات ويفقدها الثقة من جانب المتابعين في مختلف أرجاء العالم.

يبقى القول ان ما عبّر عنه نيمار هو نتيجة "القلوب المليانة" بينه وبين الفيفا ونتيجة لمواقف سابقة لم يُنصف من خلالها البرازيلي حتى حين كان في قمة عطائه ابان تواجده مع برشلونة، لذلك يبدو ان نيمار ومن خلال قوله انه سيتجه الى ألعاب الفيديو، قد فقد الثقة نهائياً بالاتحاد الدولي لكرة القدم.