تلقت الرياضة اللبنانية صدمة جديدة بعد اقل من ثلاثة اشهر على وفاة لاعب نادي ​الانصار​ السابق ​محمد عطوي​ برصاصة "طائشة"، ليكون الضحية الجديدة هذه المرة لاعب نادي ​الحكمة​ ​محمد فحص​ الذي توفي بشكل مفاجئ إثر ازمة قلبية أصابته.

ظروف وفاة اللاعب فحص، دفعت صحيفة "السبورت" الالكترونية الى التواصل مع الاخصائية في امراض القلب الدكتورة ​كلود سمعان​، لمعرفة اسباب وفاة الرياضيين الشباب بشكل عام ومدة خطورتها وسبب الوفيات السريعة للاعبين على ارض الملعب.

الدكتورة سمعان اعربت عن تأثرها لوفاة اللاعب محمد فحص كونه من اللاعبين الشباب، وشرحت ان احد اسباب الموت المفاجئ بشكل عام، تعود الى وجود مشاكل في القلب وغالبيتها تكون بسبب علة في كهرباء القلب وهي بالتالي الاكثر شيوعاً بين الشباب، وتمتاز هذه الحالة بأنها سريعة جداً ولا تمهل المصاب بها ولو كان بعمر الشباب، الا دقائق معدودة قد لا تتخطى عدد اصابع اليد الواحدة لانعاش القلب كهربائياً، والا يتوقف عن العمل كلياً.

وكشفت الدكتورة سمعان الى انه من الممكن الكشف عن الاصابة بأي من هذه الاصابات عبر الفحوصات التي تبدأ بالتخطيط العادي للقلب، يليه صورة صوتية في حال وجود اي شكوك حول الاصابة، وتنتهي بصورة الرنين المغناطيسي، حيث يجري بعدها التعامل مع كل حالة من الحالات على حدة، من خلال تقييمها وتقديم العلاج المناسب لها، حيث من الممكن ان ينحصر العلاج ببعض الادوية ويستمر الرياضي بممارسة الرياضة التي يقوم بها بشكل عادي، او من الممكن ان يطلب منه التوقف التام عن ممارسة هذه الرياضة وعدم القيام بمجهود يؤثر سلباً عليه.

ولفتت الدكتورة سمعان الى ان نسبة الوفيات المفاجئة بسبب مشاكل القلب بين الرياضيين والأشخاص الذين يمارسون الرياضة متقاربة، الا ان متابعة الرياضي يسقط متوفياً على ارض الملعب تحمل تأُثيراً نفسياً ومعنوياً مضاعفاً على المشاهدين، لانها تحصل على الملأ ويمكن مشاهدتها من قبل عدد كبير من الناس، مقارنة بالأشخاص الذين يتوفون في منازلهم.

وتابعت انه في حالات العديد من الرياضيين العالميين الذين توفوا على ارض الملعب، تبيّن انه من بين الاسباب، حصول مشاكل في شرايين القلب، اما الرياضيين الشباب الذين يمارسون الرياضات الجماعية بشكل عام، فظهر ان هناك ثلاثة عوامل اثرت على تغيّر نمط كهرباء القلب عندهم وهي: اما تشوه خلقي (مشاكل وراثية في حال معاناة افراد العائلة من امراض قلبية مزمنة)، او بسبب تناول مواد عضوية من انواع " المنشطات"، او المتممات الغذائية، وبمستوى اقل عاملي التدخين والمخدرات.

واعتبرت الدكتورة كلود انه في كثير من الأحيان يمكن الوقاية من هذه الوفيات، في حال الاعتماد على طبيب اختصاصي قادر على تحديد امكانية اصابة اللاعب بهذه المشاكل من خلال "جردة طبية عائلية"، الى جانب القيام بالفحوصات المطلوبة.