ترتدي مواجهة الأربعاء بين ​لاتسيو​ الإيطالي ومضيفه ​بوروسيا دورتمورند​ الألماني في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة ل​دوري أبطال أوروبا​، طابعا خاصا لمهاجم الأول ​تشيرو إيموبيلي​ إذ يعود للمرة الأولى الى ملعب "سيغنال إيدونا بارك" حيث عاش فترة صعبة خلال تجربته الأولى خارج بلاده.

فبعد موسم رائع سجل خلاله بقميص ​تورينو​ 22 هدفا في 33 مباراة في الدوري الإيطالي، قرر دورتموند التعاقد مع إيموبيلي في صيف 2014، مانحا المهاجم الإيطالي فرصة خوض تجربته الأولى بعيدا عن "سيري أ".

لكن هذه التجربة كانت من أسوأ مراحل مسيرة إيموبيلي الذي وجد نفسه بعد موسم وحيد فقط خارج النادي، وذلك باعارته الى ​إشبيلية​ الإسباني نتيجة فشله في تكرار المستوى الذي ظهر به مع تورينو، حيث اكتفى بثلاثة أهداف فقط في 24 مباراة خاضها في الدوري الألماني.

لكن التجربة الخارجية الثانية، لم تكن أفضل من الأولى إذ عانى إيموبيلي في إسبانيا وخاض ثماني مباريات فقط في "لا ليغا" سجل خلالها هدفين، ما دفعه للعودة بعد ستة أشهر فقط الى بلاده من أجل الدفاع مجددا عن ألوان تورينو على سبيل الإعارة من دورتموند قبل أن يوقع في نهاية فترة الإعارة مع لاتسيو في تموز/يوليو 2016.

وبعد أن نجح في قيادة لاتسيو للفوز على دورتموند 3-1 ذهابا بتسجيله الهدف الأول في أول مباراة لنادي العاصمة في المسابقة منذ موسم 2007-2008، يأمل إيموبيلي أن يكرر الأمر الأربعاء في زيارته الأولى لملعب فريقه السابق، ما سيمنح "بيانكوشيلستي" بطاقة العبور الى ثمن النهائي وانتزاع الصدارة من ضيفه الألماني الذي يتربع عليها بفارق نقطة عن ضيفه.

وعلى غرار الموسم الماضي الذي توج فيه أفضل هداف في الدوريات الأوروبية بـ36 هدفا، يقدم ابن الثلاثين عاما أداء مميزا في مستهل الموسم الحالي، إذ سجل 5 أهداف في 7 مباريات خاضها في الدوري الإيطالي و8 في 9 ضمن جميع المسابقات، بينها 3 في دوري الأبطال من أصل مباراتين فقط إذ غاب عن التعادلين مع بروج البلجيكي وزينيت سان بطرسبورغ الروسي بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد.

بالنسبة لمدربه سيموني إينزاغي، فإن إيموبيلي "مهم لطريقة لعبنا كرة القدم. سيعزز حظوظ لاتسيو والمنتخب الإيطالي أيضا".

بالمجمل، سجل إيموبيلي سبعة أهداف في دوري أبطال أوروبا في 12 مشاركة مع لاتسيو ودورتموند وإشبيلية وفريق بدايته الاحترافية يوفنتوس (دافع عن ألوان الأخير بين 2009 و2012 مع اعارته لثلاث فرق خلال تلك الفترة)، كما كان وصيف أفضل هداف لمسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" موسم 2017-2018 (ثمانية أهداف).

ورغم نجاحه الملفت مع لاتسيو، انتقد اللاعب الذي يطلق عليه الجمهور لقب "الملك تشيرو"، لفشله في نقل نجاحه المحلي الى خارج البلاد، لاسيما مع دورتموند.

يبرر إيموبيلي سبب فشله مع الفريق الألماني بالقول "وصلت الى دورتموند في الوقت الخاطىء، خلال تغيير في الأجيال. واجهت بعض الصعوبات لكني لن أتحدث عنها. أدرك عندما أكون جديرا بالاشادة أو حين أستحق الانتقاد".

- حافز إضافي بقدوم رونالدو وعودة إبراهيموفيتش -

انضم إيموبيلي الى لاتسيو في صيف 2016 في صفقة متواضعة حصل من خلالها دورتموند على أقل من 10 ملايين يورو، وهو مبلغ يعتبر بحد ذاته تقليلا لقيمة اللاعب الذي أثبت أنه أهم من ذلك بكثير في موسمه الأول مع نادي العاصمة والذي تزامن مع تعاقد الأخير مع مهاجمه السابق إينزاغي للاشراف عليه.

وأظهر إيموبيلي قدراته التهديفية تحت اشراف إينزاغي ضمن أسلوب لعب يناسبه تماما في ظل المساندة الهجومية التي يتلقاها من الإسباني لويس ألبرتو والأرجنتيني خواكين كوريا والصربي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش وماركو بارولو.

وتقديرا لما يقدمه، قرر لاتسيو تمديد عقد اللاعب حتى 2025 بعد أن نجح الموسم الماضي في معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف خلال موسم واحد في الدوري والمسجل باسم الأرجنتيني غونزالو هيغواين (36).

ولم يكن الموسم الماضي المرة الوحيدة التي يتوج فيها إيموبيلي هدافا للدوري الإيطالي، إذ نال هذا الشرف موسم 2013-2014 بتسجيله 22 هدفا بقميص تورينو، وموسم 2017-2018 بتسجيله 29 لصالح فريقه الحالي.

وفي حال واصل مشواره على هذا المنوال، فإن ابن مدينة نابولي الجنوبية يسير بثبات نحو أن يصبح الهداف التاريخي للاتسيو، إذ وصل حتى الآن الى الشباك في 133 مناسبة ضمن جميع المسابقات، مع جعله ثانيا على لائحة أفضل هدافي نادي العاصمة خلف سيلفيو بيولا (159 هدفا).

وسجل إيموبيلي 108 أهداف للاتسيو في الدوري، مقابل 143 لبيولا بين عامي 1934 و1943.

ووصول النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس في صيف 2018ن وعودة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الى ميلان مجددا، منحا إيموبيلي حافزا إضافيا لكي يقاتل من أجل لقب الهداف بحسب ما أقر اللاعب نفسه، قائلا "كان وصول رونالدو الى إيطاليا بمثابة حافز إضافي بالنسبة لي".

ورأى المهاجم الدولي الذي سجل خمسة أهداف أكثر من رونالدو الموسم الماضي، أن "وصول هؤلاء الأبطال العظماء، يدفعك الى تقديم المزيد، الى محاولة أن تعلم إذا كان بإمكانك أنت أيضا أن تكون بمستواهم".

وكشف "هذا الأمر حصل أيضا بالنسبة لإيبرا (إبراهيموفيتش). لقد درسته لأنه بطل عظيم. أمل أن أبقى على ما أنا عليه حين أصبح بعمر إبرا"، في إشارة منه الى الأداء الرائع الذي يقدمه السويدي هذا الموسم رغم أعوامه الـ39، إذ يساهم بشكل أساسي في تصدر ميلان للترتيب بتسجيله 10 أهداف في ست مباريات خاضها حتى الآن.