بعد طول غياب، شاهد اللبنانيون منتخبهم الوطني لكرة السلة يتخطى كلاً من الهند (115-60) و العراق (78-69) ليضمن التأهل إلى بطولة ​كأس آسيا 2021​، وتصدره المجموعة الرابعة بثماني نقاط من 4 مباريات و4 انتصارات. وبعد هذا الاداء، بات يمكن التوقف عند بعض الملاحظات المهمة.

التأهل هو الأهم

رغم كل الظروف الإقتصادية والصحية التي تحيط بلبنان، ومع توقف عجلة كرة السلة اللبنانية عن الدوران منذ اكثر من سنة، لم يخيّب المنتخب الآمال، فسحق الهند في أول مباراة له ثم عانى قليلاً قبل أن يتخطى ​المنتخب العراقي​. وأكثر نقطة إيجابية لفتت النظر في أداء المنتخب هي أن اللاعبين لم يبدوا بعيدين عن مستواهم الحقيقي وعن الانسجام في ما بينهم، رغم انقطاعهم عن اللعب منذ فترة طويلة. وهنا لا بد من المطالبة بضرورة عودة الدوري للإنطلاق في أسرع وقت ممكن كي يستعيد اللاعبون إيقاع اللعب والتدريب شبه اليومي ما سينعكس بشكل إيجابي على الأداء.

تماسك لافت

على الرغم من القلق الذي أثاره تصريح اللاعب ​علي حيدر​ قبل ساعات من مواجهة الهند بأنه لن يلعب مع المنتخب مجددا بعد هذه الجولة طالما استمر​أكرم حلبي​ رئيسا للإتحاد، فإن هذا الامر لم يؤثر أبدا على المنتخب أقله من ناحية الأداء والنتائج، كما ان حيدر قدّم اداء جيداً، فيما لم يعلّق الاتحاد على الموضوع، وهي امور ساهمت في"ضبط" الاوضاع الى حد كبير، وتخطي عقبة مهمة كانت ستؤثر نفسياً ومعنوياً على اللاعبين وبالتالي على نتائج المنتخب.

اداء المدرب

قام المدرب جو مجاعص بما عليه، وظهر المنتخب بشكل جيد من الناحية الفنية خاصة مع السرعة في الأداء ووجود لاعبين لديهم مستقبل كبير ومنهم المغترب ​سيرجيو درويش​، و​علي منصور​ اللاعب الشاب ومجموعة مميزة تتحول بشكل سريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس. وهذا ما منح المنتخب الحيوية والنشاط والقدرة على تنويع اللعب الهجومي سواء من تحت السلة أو عبر الإعتماد على الرميات الثلاثية بعيدة المدى. وهذه المعطيات كلها تؤشر الى امل كبير في الوصول الى منتخب واعد، دون اغفال الدور البارز للاعب وائل عرقجي في التنسيق واطلاق الهجمات.

تحدي المواجهات الكبيرة

ليس خفياً انه يجب القيام بالكثير بعد، إذا ما أراد اللبنانيون مقارعة المنتخبات الكبرى والعودة كي يكون منتخب الارز رقما صعبا في القارة الأسيوية، ولكن لا يمكن من الآن الغرق في السوداوية والقول بأن المستوى بعيد عن المنتخبات الكبرى ، بل يجب استغلال النقاط الايجابية التي ظهرت، والبناء عليها للعمل على تطوير وتحسين الاداء، وهو امر ينطلق من عودة الدوري من جديد كي يستعيد اللاعبون نمط حياتهم المهنية. وعلى صعيد آخر، من المهم السعي لاستقطاب المزيد من اللاعبين اللبنانيين من الخارج كما في محاولة إيجاد لاعب مجنس من طراز عال ويفيد الفريق أكثر من آتور ماجوك، عندها سيكون منتخب لبنان لكرة السلة بكل تأكيد منتخبا قويا للغاية وسينافس الكبار في قارة آسيا.