بشعةٌ هي كرة القدم عندما تقف بوجه طموحات لاعب انتقل من نادٍ الى آخر بحثاً عن تحقيق آماله وتطلعاته، وبشعة أكثر عندما تتحول نعمة انتقاله لناديه الجديد إلى "لعنة"، فتتحطم معها كل الرغبات بالنجاح وكل الحماس الجماهيري برؤية نجم جديد على أرض الملعب.

هي باختصار حكاية النجم البلجيكي إيدين ​هازارد​ المنتقل من ​تشيلسي​ الإنكليزي إلى ريال مدريد قبل نحو عام ونصف، لكنها حكاية مؤلمة تجسدت بفصول لا تنتهي من الإصابات والتي كان آخرها في مباراة فريقه امام ديبورتيفو الافيس بخروجه بعد 26 دقيقة فقط على انطلاقتها، واضعاً في "كتاب" غيابه عن الميرينغي تاريخاً جديداً لتوقف آخر دون ان يحدد موعد العودة مجدداً الى الساحرة المستديرة.

منذ انضمامه الى ريال مدريد في يونيو/حزيران 2019، لم يستطع البلجيكي أن يقدم نفسه إلى جماهير سانتياغو بيرنابيو، فكان ضيفاً على العيادات الطبية أكثر منها على أرض الملعب، لكن الغريب انه في كل مرة يعود هازارد لكرة القدم، لا يتأخر موعد غيابه مجدداً، كما حدث في الموسم الماضي حين عاد بعد غياب 16 مباراة عن ريال مدريد قبل ان يتعرض للإصابة مرة أخرى بعد ست أيام فقط!.

وفي هذا الموسم أيضاً تكرر السيناريو وأصيب هازارد مرتين قبل انطلاق الموسم، وما ان عاد بعد أكثر من شهر تعرض للإصابة بفيروس كورونا بعدما خاض ثلاث مباريات فقط مع الميرينغي، ثم عاد أمام فياريال في الحادي والعشرين من هذا الشهر ولعب ثلاث مباريات ايضا قبل ان يُصاب مجددا بعد اسبوع فقط على عودته الأخيرة.

في اسبانيا باتت هناك مقولة تقول: "اذا اردت معرفة عدد اصابات هازارد مع ريال مدريد، انظر الى رقم قميصه".

من المؤسف حقاً ان نجماً كهازارد لم يستطع أن يلعب أربع مباريات متتالية منذ مجيئة إلى اسبانيا، ومن المؤسف ان عدد المباريات التي غابها عن فريقه تفوق بكثير تلك التي غابها في سبعة مواسم مع تشيلسي، مع العلم ان البلجيكي لم يكمل شهرا واحدا مع الريال دون أن يتعرض للإصابة، وكانت أطول فترة تواجد فيها مع الفريق بلا إصابات هي 23 يوما فقط!.

لا يمكن لأحد أن يشكك بالموهبة التي يمتلكها ايدين هازارد والتي بسببها دفع ​فلورنتينو بيريز​ رئيس ريال مدريد اكثر من 100 مليون يورو لانتقاله، لكن "لعنة" الاصابات المتكررة باتت تطرح الكثير من علامات الاستفهام، لا بل انها أصبحت تشكل منحى خطيراً لمستقبل اللاعب في سانتياغو بيرنابيو.

فالنجم البلجيكي البالغ من العمر 29 عاماً بات مهدداً بانتهاء فصول ابداعاته داخل الملاعب، خاصة وان الاصابات المتكررة للاعب في هذا السن والعمليات الجراحية، لا تبشر بالخير وتترك العضلات واوتار القدم في حالة ضعيفة ان لم نقل مهترئة، وهو ما يعني تضاؤل فرص استفادة الفريق الملكي من خدماته وتراجع سعره بشكل كبير في سوق الانتقالات.

صحيح ان ريال مدريد وجماهير لم يستفيدوا حتى الآن من نجومية ايدين هازارد، لكن الأخير ظُلم أيضاً لاسباب لا ناقة له فيها ولا جمل، لأن سوء طالعه تركه "سجيناً" بين قضبان العيادات بدل ان يكون حراً طليقاً ينثر إبداعاته يمينا ويسارا كما فعل مراراً وتكراراً بالقميص الأزرق.