أقر توماس مولر أنه صدم بالهزيمة التي تعرض لها المنتخب الألماني الأسبوع الماضي أمام إسبانيا بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية، لكنه شدد على أن تركيزه منصب على فريقه ​بايرن ميونيخ​ من أجل مساعدته في الدفاع عن لقبيه في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، رغم المطالبة بعودته إلى منتخب بلاده.

وأثبت مولر بعمر الحادية والثلاثين إنه ما زال في قمة عطائه بعدما ساهم في قيادة بايرن الى لقبه الثامن تواليا في الدوري الألماني بتحقيقه رقما قياسيا من حيث التمريرات الحاسمة التي بلغت 21، مشكلا بذلك الممول الرئيسي بالأهداف للمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

وسيحاول الثنائي تقديم فصل جديد من الشراكة الرائعة بينهما، حين سيسعى بايرن لتحقيق فوزه الخامس عشر في دوري الأبطال من خلال تجديد الفوز على ضيفه ​رد بول سالزبورغ​ النمساوي الذي خسر في الجولة الثالثة الماضية 2-6 على أرضه، ما سيضمن لرجال المدرب هانز فليك ضمان بطاقة العبور الى ثمن النهائي قبل جولتين على نهاية دور المجموعات.

وفي ظل المستوى الرائع الذي يقدمه مولر، والأداء المتواضع الذي يقدمه المنتخب الألماني وآخر فصوله الهزيمة التاريخية أمام إسبانيا الأسبوع الماضي، طالب المحللون وبعض اللاعبين بعودة نجم بايرن الى تشكيلة "مانشافت" التي استبعده عنها المدرب يواكيم لوف بعد الخروج من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.

في آذار/مارس 2019، اتخذ لوف القرار بانهاء المسيرة الدولية لمولر وزميليه الحالي في بايرن جيروم بواتينغ والسابق ماتس هاميلز رغم الدور الذي لعبه هذا الثلاثي في قيادة ألمانيا الى لقبها العالمي الرابع عام 2014 في البرازيل.

في الوقت الحالي، يترك مولر الحديث لأدائه بعدما حقق ثماني تمريرات حاسمة وسجل ستة أهداف في 14 مباراة مع النادي البافاري.

إن استبعاد مولر عن تشكيلة ألمانيا يعتبر مكسبا بالنسبة لمدرب بايرن فليك الذي أشاد بلاعبه و"قدرته على قراءة المباراة بشكل جيد جدا من الناحية التكتيكية، وهو مهم للغاية على أرض الملعب، إنه الذراع اليمنى للمدرب".

وتابع: "إنه يقود الفريق ويلعب بمستوى عالٍ جدا. توماس لاعب سيفيد أي فريق".

عندما حل فليك بدلا من الكرواتي نيكو كوفاتش في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، كان سريعا في إعادة مولر الى التشكيلة الأساسية بعدما كان مهمشا على مقاعد البدلاء.

شكل هذا القرار تحولا رئيسيا في وضع بايرن وساهم في قيادته بعد ذلك لاكتساح جميع المنافسين في طريقه لرفع كأس دوري أبطال أوروبا واللقب الثامن على التوالي في الدوري الألماني.

أمضى مولر طيلة مسيرته الكروية في النادي البافاري، وهو أمر نادر في كرة القدم المعاصرة، وبات في وقت سابق من الشهر الحالي بعد الفوز على الغريم المحلي بوروسيا دورتموند 3-2، اللاعب الأكثر حصدا للانتصارات بقميص النادي البافاري على صعيد الدوري، محطما الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم الحارس الأسطوري أوليفر كان (260).

بالنسبة لكان، فمولر "كان يُقَوّلب شكل" بايرن "لأكثر من عشرة أعوام بكرة قدم رائعة" بحسب ما أفاد الحارس السابق والعضو الحالي في المجلس التنفيذي للنادي.