عادة ما تحسم البطولات بالنتائج ويقال بأنه ليس المهم الأداء بل النتيجة في عالم كرة القدم وهي من يتذكرها الناس في النهاية فلا يهم كيف تفوز أو الطريقة التي تفوز بها بل كرة القدم أهداف.

من هذا المنطلق، أحببنا أن نضيئ عن كافة نهائيات البطولات الكبرى بداية من عام 2000 في سلسلة متواصلة من الحلقات والتي سنركز فيها ليس على من فاز أو كيف فاز بل سنسلط الضوء على لحظة هامة أو مفصل في كل مباراة نهائية لو حدث لكان غيّر من نتيجة اللقاء، هذا الحدث قد يكون إما فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية وإلى ما هنالك وسنستمر في هذا التقرير بالحلقة الثانية عشر والتي سنتناول فيها أهم نهائيين اثنين حصلا في عام 2012، وهما نهائي اليورو ونهائي دوري أبطال أوروبا.

· ​إسبانيا​ 4-0 ​إيطاليا​ ( ملعب كييف الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف / الحكم الدولي البرتغالي بيدرو برونيسكا ):

نجحت إسبانيا في إكمال سيطرتها على الكرة الأوروبية والعالمية التي بدأتها عام 2008 حيث وصلت إلى المباراة النهائية لتلاقي منتخب إيطاليا والذي كان يقدم آنذاك بطولة مميزة أقصى من خلالها المنتخب الألماني القوي في الدور النصف النهائي. وبدا بأن المباراة ستكون مواجهة بين الدفاع الإيطالي والهجوم الإسباني الذي لم يخيب الآمال فبدأ الإسبان المباراة بقوة وتقدموا 2-0 مع نهاية الشوط الأول.

وبدت الفوارق واضحة من الناحية الهجومية لمصلحة المنتخب الإسباني والذي عاد في الشوط الثاني وسجل هدفين ’خرين أنهى بهما المباراة لمصلحته 4-0 وفاز باللقب الأوروبي.

لكن بين أول هدفين وآخر هدفين، شهدت المباراة محطة مهمة كان يمكن لها أن تكون فاصلة أوتغير في سير المباراة، إذ أنه عند الدقيقة 53، حصل المنتخب الإيطالي على فرصة لا تعوض حيث انفرد مهاجم منتخب إيطاليا دي ناتالي بالمرمى الإسباني وما كان عليه إلا وضعها بهدوء داخل الشباك لكنه سدد في جسد الحارس الإسباني ​كاسياس​ ليضيع على منتخب بلاده فرصة العودة في المباراة وربما تغيير الوضع بشكل كامل لكن هذا لم يحصل لتستمر إسبانيا فيما بعد بإيقاعها الهجومي وتحسم الأمور لمصلحتها وتتوج باللقب.

· ​تشيلسي​ الإنكليزي 1-1 ​بايرن ميونيخ​ الألماني ( فاز تشيلسي 4-3 بركلات الترجيح ) - ( ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونيخ الألمانية / الحكم الدولي البرتغالي بيدرو برونيسكا ):

وصل الفريقان إلى النهائي المنتظر في مدينة ميونيخ الألمانية حيث كان الفريق البافاري يمني النفس بالفوز باللقب أمام جماهيره وعلى أرضه فيما سعى تشيلسي لتحقيق اللقب الغائب عنه لفترة طويلة. وكان من الواضح أداء بايرن ميونيخ الهجومي المميز تحت قيادة المدرب العجوز يوب هاينكس فكان المرشح الأقوى للفوز بينما دخل تشيلسي اللقاء وهو يسعى إلى الفوز والأهم هو اللجوء لأسلوب دفاعي من أجل تعطيل الهجمات الألمانية.

وبعد شوط أول مال لمصلحة بايرن من ناحية الإستحواذ وصناعة اللعب الهجومي، لكنه انتهى بالتعادل السلبي 0-0، بدا بأن بايرن يريد الضغط أكثر في الشوط الثاني وسط تراجع تام من قبل تشيلسي للدفاع.

ومع تسجيل توماس مولر لهدف متأخر عند الدقيقة 83، اعتقد الجميع أن بايرن متجه لتحقيق اللقب لكن رأسية متأخرة من ديديه دروغبا جرت المباراة لأشواط إضافية استمر فيها التعادل 1-1 قبل أن يحسم تشيلسي الأمور بركلات الترجيح ويفوز 4-3. لكن الدقيقة الرابعة من الشوط الإضافي الأول شهدت منعرجا هاما في المباراة حيث حصل بايرن ميونيخ على ركلة جزاء بعد عرقلة من دروغبا على نجم بايرن ريبيري ليتقدم روبين ويسدد الركلة لكن تشيك صدها.

والحق يقال أنه لو نجح روبين في التسجيل، لكان سيناريو المباراة سيتغير رأسا على عقب لكن روبين أضاع على فريقه لقبا أوروبيا طال انتظاره.