حين تعاقد يوفنتوس مع البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ قادماً من ​ريال مدريد​، كان الهدف الأول من تلك إنعاش خزائنه ورفع ايراداته السنوية، بغض النظر عن التطلعات الأخرى وتحديداً الفوز ب​دوري أبطال أوروبا​، لكن لم يكن يدر في خُلد مسؤولي النادي الإيطالي ان تلك الصفقة ستتحول عبئاً بسبب المتغيرات الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا على كل أندية العالم.

وفي موسمه الثالث مع اليوفي، لم يتغير كريستيانو رونالدو من الناحية الفنية، لكن رياح التغيير ربما ستأتي من مكان آخر وتحديداً من إدارة النادي الايطالي بعد الأنباء التي راجت عن نيتها بيع النجم البرتغالي في فترة الانتقالات الشتوية او الصيفية المقبلة على أبعد تقدير، لعدم قدرتها على تحمّل راتبه البالغ 31 مليون يورو "على الورق" و64 مليون يورو لكون رونالدو لاعب غير ايطالي.

وإذا كان التخلص من عقد رونالدو سيساهم في تخفيض رواتب لاعبي الفريق بنسبة 25%، فإن وجهة البرتغالي المقبلة ستكون محط أنظار الجميع خاصة مع الحديث عن تقديم ناديه السابق مانشستر يونايتد إلى خورخي منديز وكيل أعمال اللاعب من اجل عودة الأخير إلى أولد ترافورد.

من المؤكد ان صفقة انتقال كريستيانو رونالدو الى مانشستر يونايتد "فيما لو تمت" ستكون ناجحة بامتياز رغم بلوغ البرتغالي الخامسة والثلاثين، لكونه أثبت انه أحد أفضل اللاعبين في العالم القادرين على حفظ التوازن الجسدي في هذه السن المتقدمة، ولعل اهدافه المستمرة طوال تلك الفترة سواء على صعيد الاندية او المنتخب البرتغالي تؤكد بما لا يدع للشك مجالاً الفائدة التي يمكن أن يجنيها الشياطين الحمر من التعاقد معه.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بتمويل الصفقة خاصة اذا تمت قبل انتهاء عقده مع اليوفي في صيف 2022، اضف الى ذلك حاجة ادارة مانشستر يونايتد الى "الشجاعة" في الإقدام على مثل هذا القرار، بعدما أظهرت خلال السنوات القليلة الماضية "خجلاً" في الدخول الى سوق الانتقالات، وهو الامر الذي عانى ويعاني منه مدرب الفريق ​أولي غونار سولسكاير​ وبات يهدد استمراره في اولد ترافورد.

وإذا كان كريستيانو رونالدو قد قضى ست سنوات في أولد ترافورد بين عامي 2003 و2009 وحقق لقب البريميرليج ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، فإن عودته هذه المرة لارتداء قميص اليونايتد قد لا تحقق هذ العدد من الانجازات، الا انها بالتأكيد ستظهر الوجه الحقيقي للشياطين الحمر الباحيثن عن العودة الى منصات التتويج سواء المحلية او الأوروبية، كما ان المان يونايتد سيستقبل هذه المرة "رونالدو جديد" يتمتع بالنضج الكروي عنوانه أعلى درجات الحرص على تقديم صورة مشرقة للاعب بحجمه.

في المقابل فإن عودة كريستيانو رونالدو الى مانشستر يونايتد سيكون أروع ختام لمسيرته الاحترافية، كما انها ستكون فرصة لجماهير الفريق ممن لم يشاهدوه يلعب في اولد ترافورد بالقميص الأحمر واكتفوا بالتعرف على الحالة التي أوجدها بقيادة السير ​اليكس فيرغسون​ خارج حدود الملعب، دون ان ننسى ايضا الجانب الاقتصادي وارتفاع ايرادات النادي بشكل لا يقبل له مجال للشك.