منذ تخلي ​رونالد كومان​ عن منصبه كمدرب للـ ​المنتخب الهولندي​ من أجل تولي مهمته الجديدة في برشلونة، والأسئلة كثيرة في هولندا عما يمكن ان يحققه خلفه ​فرانك دي بور​ مع "البرتقالي"، بعدما كان الأخير عرف نوعاً من الاستقرار الفني مع "السلف" بانت نتائجه في النسخة الأولى من دوري الأمم الاوروبية بعد تصدره مجموعته التي ضمت فرنسا والمانيا قبل ان يتغلب على انكلترا في الدور نصف النهائي ويتعثر في المباراة الختامية امام البرتغال بهدف دون رد.

لم يتمكن فرانك دي بور من تحقيق أي انتصار في المباريات الأربع التي خاضها المنتخب الهولندي في جميع المسابقات، فهو سقط ودياً أمام المكسيك، ثم تعادل مع البوسنة وايطاليا في دوري الأمم، واخيرا مع اسبانيا ودياً قبل يومين، ليصبح دي بور أول مدرب في تاريخ هولندا يفشل في تحقيق الفوز في أول أربع مباريات.

من المعروف ان المنتخب الهولندي هو "منتخب المتعة" ولكن دون انجازات كبيرة باستثناء بطولة أمم أوروبا 1988 في زمن ​ماركو فان باستن​ ورود خوليت وفرانك ريكارد وغيرهم، لا يدخل البرتقالي اي مسابقة عالمية إلا ويكون مرشح للفوز بلقبها والامثلة كثيرة ولا تنتهي بدءاً من كأس العالم عامي 74 و78، مروراً بأعوام1998، 2010 و2014 وكأس أمم أوروبا أعوام 1992، 2000 و2004.

لم يكن المنتخب الهولندي في أي يوم من الأيام بحاجة لنجم بارز بعدما أنجبت الكرة الشاملة العديد من النجوم ولكل الأجيال، لكن الطواحين الهولندية كانت دائماً ما تسقط في الامتحان الاخير، وهو أمر تكرر مع كومان في النسخة الماضية لدوري الامم على الرغم من ان هذا المنتخب يملك كل المقومات لتجعله طرفاً ثابتاً على جميع منصات التتويج.

اليوم ومع قدوم فرانك دي بور، تراجع البرتقالي خطوة الى الوراء بعدما طرح اسلوبه الفني الدفاعي الكثير من علامات الاستفهام دون ان ننسى عامل الاصابات الذي داهم المنتخب الهولندي، ومع ذلك فإن القوة الهجومية للأخير كانت تميزه ابان وجود رونالد كومان حيث كان المنتخب يفوز بالثلاثيات والرباعيات والخماسيات ومنها الفوز على المانيا وانكلترا بالثلاثة في دوري الامم، وعلى المانيا ايضا بأربعة أهداف مقابل هدفين في تصفيات أمم اوروبا 2020، فيما المنتخب الحالي بقيادة دي بور عاجزاً عن الفوز حتى على البوسنة والهرسك.

من الواضح ان فرانك دي بور لا يزال يحتاج الى عامل الوقت من أجل فرض اسلوبه وهو يملك فرصة العبور الى نصف نهائي دوري الامم شرط الفوز على البوسنة وبولندا وتعادل الاخيرة مع ايطاليا، لكن الحكم الأساسي سيكون حول ما سيقدمه في بطولة أمم اوروبا المؤجلة الى العام المقبل بسبب جائحة كورونا، وهو الامتحان الذي سيحدد استمرار مسيرته من عدمها على رأس الجهاز الفني.

واذا كان دي بور يشكو من ضغط المباريات على اللاعبين وهو أمر محق فيه، إلا هذا لا يعفيه من ضرورة إظهار بصمته على المنتخب الهولندي بدءاً من مباراة البوسنة والهرسك يوم الاحد المقبل، وحتى يستطيع دي بور ان يكتب اسمه في قائمة المدربين الهولنديين العظماء امثال رينوس ميتشيلز، ديك أدفوكات، ​لويس فان غال​، غوس هيدينك، ​بيرت فان مارفيك​ وغيرهم، عليه ان يقدم مركزاً لائقاً للمنتخب البرتقالي في بطولة أمم اوروبا المقبلة، وإلا سيصبح مجرد رقم في سلسلة مدربي هولندا عبر التاريخ.