أربعة أيام فقط كانت كفيلة بتغيير مسار برشلونة من خسارة "مؤذية" أمام الغريم التقليدي ​ريال مدريد​ في الدوري الإسباني، إلى انتصار على يوفنتوس في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، وما بين النتيجتين كانت الكثير من السيناريوهات تُرسم لمستقبل الفريق الكاتالوني تحت قيادة المدرب الهولندي ​رونالد كومان​ وقدرته على المضي قدماً بعد النتائج المخيبة في المباريات الثلاث الأخيرة في الليغا امام اشبيلية وخيتافي والميرينغي.

كلمة فقط قالها رئيس النادي جوسيب ​ماريا بارتوميو​ بإعلان استقالته كانت كفيلة بإنقلاب المشهد والآمال وحتى التوقعات، هي الكلمة التي كانت مطلباً جماهيرياً وتجسدت من خلال التصويت على رحيله بعد "اليوم الأسود" الذي عرفه تاريخ النادي اثر الخسارة القاسية أمام بايرن ميونيخ بثمانية اهداف مقابل اثنين في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

في الحقيقة لم يترك بارتوميو برشلونة إلا بعد "خراب مالطا" كما يقال، بعدما تحوّلت غرفة الملابس الى ما يشبه ساحة توتر بسبب قراراته العشوائية والتي كان احداها استعداده للتخلي عن أيقونة النادي ليونيل ميسي لو تم دفع الشرط الجزائي لفك عقده، وهو أمر لطالما كان من المحرمات بالنسبة لكل المنتمين الى نادي برشلونة.

اليوم وبعد رحيل بارتوميو، بات بالامكان القول ان برشلونة دخل مرحلة جديدة سيكون لها الكثير من التداعيات الإيجابية على النادي بشكل عام وعلى الفريق بشكل خاص، لكون تلك الاستقالة ستعيد الاستقرار الى غرفة الملابس وستريح المدرب الهولندي في تنفيذ استراتيجيته الجديدة مع الفريق الكاتالوني والتي كان نجاحها حتى قبل اعلان بارتوميو استقالته موضع شك لدى أكثر المتفائلين في الكامب نو.

من الواضح ان مرحلة ما بعد الاستقالة لن تكون كما قبلها بكل تأكيد، خاصة وان كومان سيحاول استغلال عودة الهدوء الى اسوار النادي من أجل تنفيذ مخططاته مستفيداً من الصفاء الذهني الذي سيشعر به اللاعبون وفي مقدمتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي عاش أياماً صعبة تحت ادارة بارتوميو أوصلته للتفكير بالرحيل، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا الطريق المسدود الذي وصل اليه ليو مع الإدارة المستقيلة.

تحسن نتائج الفريق سينعكس أيضاً بصورة إيجابية على الأوضاع الإقتصادية للنادي والتي تأثرت كثيراً بسبب جائحة كورونا، مما يعني تحسن ايرادات البارشا وهذا سيتيح للمدرب رونالد كومان برفع الصوت عاليا خلال الانتقالات الشتوية المقبلة في محاولة لسد الثغرات داخل الفريق وفي مقدمتها مشكلة الدفاع.

ومهما يكن من أمر فإن من المؤكد ان برشلونة كان بحاجة الى تلك الاستقالة في هذا الوقت المبكر من الموسم، لا لشيء انما من اجل عودة التوهج الى الفريق وهو ما يُعيد الى الدوري الاسباني اثارته التي خبت في الفترة الأخيرة، وبغض النظر عن هوية الرئيس المقبل للنادي، الا انه من غير الممكن ان نرى مجدداً رئيساً يتعاقد مع شركة لتشوية صورة لاعبيه كما فعل بارتوميو خلال الموسم السابق!.