فرّط فريق ​بوروسيا مونشنغلادباخ​ بثلاث نقاط بالغة الاهمية على ارضه خلال مباراته و​ريال مدريد​، فاكتفى بالتعادل 2-2 ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات ل​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم ضمن المجموعة الثانية. المدير الفني لبوروسيا ​ماركو روز​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع بليا كرأس حربة صريح، بينما لعب المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع ​أسينسيو​، ​بنزيما​ و​فينيسيوس جونيور​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

حاول الريال فرض أسلوبه الهجومي منذ البداية مقابل اصرار مونشنغلادباخ على المواجهة في وسط الملعب. وقدّم لاعبو الفريق الالماني اداء جيداً في حين ان الضغط كان على لاعبي الريال لعلمهم ان الخسارة ستعقد الامور عليهم ما دفعهم إلى محاولة تسريع اللعب والتقدم أكثر للأمام. هذا التسرّع منح بوروسيا بعض المساحات في الخلف استغلها جيداً وسجّل الهدف الأول عند الدقيقة 33 بطريقة رائعة. وكان من الطبيعي بعدها أن يلجأ الريال لفتح الملعب واثبات نفسه وقرر احداث خرق في عمق ملعب دفاع الفريق الخصم، والإختراق عبر طرفي الملعب مع تقدم أظهرة الفريق للمساندة الهجومية، لكن الحارس سومر والمدافعين نجحوا في التعامل بشكل جيد مع الأمور، لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق الألماني 1-صفر.

الشوط الثاني:

مع بداية الشوط الثاني تزايد الضغط على الريال للقيام بردة فعل الزامية، وسط تعليمات من زيدان بتبادل المراكز وكسر الجدار الدفاعي المنظم لبوروسيا الذي عرف كيف يشكل خطي دفاع أما منطقة جزاءه ثم ينطلق في الهجمات العكسية والتي كانت تشكل خطرا كبيرا. وفيما انشغل الريال بالتقدم، اهمل الخطوط الخلفية، فدفع الثمن غالياً بتلقيه الهدف الثاني عند الدقيقة 58. بعدها، أضاع الفريق الألماني أكثر من كرة خطرة. حاول زيدان احداث صدمة في الفريق عبر تبديلين متتاليين، فأدخل هازارد ومودريتش بدلاً من جونيور وكروس. بدأ الريال العمل بشكل ضاغط فسارع الى استرداد الكرات فيما لجأ مدرب بوروسيا الى حماية انجازه، دفاعياً. وهنا، تدخل عامل الخبرة، فابتسم للريال عبر تسجيل هدفين متأخرين كان بطلهما عبر تمريرة حامسة لبنزيما عند الدقيقة 87 ثم بهدف عند الدقيقة 90+3 لينجو الريال من خسارة مؤكدة ويحرم الفريق الألماني من فوز كان بمتناوله.

ملاحظات عامة:

1-يتحمل بوروسيا المسؤولية عن تفريطه بالفوز، بسبب رعونة لاعبيه وتضييعهم للفرص التي سنحت اولاً، ورضوخه الى ضغوط الريال في الدقائق الاخيرة ثانياً، وهذا يعود لقلة خبرتهم في المواجهات الكبرى حيث ارتبك المدافعون ولم يتعاملوا مع الكرات العرضية كما يجب في الوقت القاتل.

2-أسهم دخول مودريتش عند الدقيقة 70 في تنشيط خط وسط الريال، كما أن الإعتماد على الكرات العرضية والطويلة داخل منطقة جزاء بوروسيا في الدقائق القاتلة كان سلاحا فعالا.

3-كشف المباراة أن الريال سيعاني كثيرا قبل بلوغ الدور الثاني خاصة إذا ما استمر بهذا الأداء الدفاعي الباهت مع تلقي الفريق لخمسة أهداف في أول مبارتين وتحقيقه فقط لنقطة يتيمة من أصل ستة ما يستدعي تحركا سريعا من قبل زيدان قبل فوات الأوان.