لطالما كانت مباريات ​الكلاسيكو​ بين برشلونة و​ريال مدريد​ عنواناً للإثارة والندية وطريقاً طويلاً من الترقب والإهتمام المنقطع النظير سواء من جانب الجماهير أو وسائل الإعلام، ولم تكن النتائج السابقة للفريقين خلال الموسم تشكل عائقاً أمام كل من الميرينغي والفريق الكاتالوني من اجل تقديم أمسية كروية تنتظرها بشغف كل الجماهير حول العالم.

اليوم وقبل الموقعة المنتظرة بين الفريقين السبت المقبل في الكامب نو، طرأت الكثير من المعطيات سواء الفنية أو غيرها على المشهد في ​الدوري الاسباني​ لكرة القدم كما في غيره من بطولات الدوري في القارة الأوروبية، إلا ان الأكيد ان الكلاسيكو الحالي لا يشبه سابقاته من مباريات القمة بين الغريمين التقليديين.

الصورة التي قدمها كل من ريال مدريد وبرشلونة حتى الآن في الليغا، لا توحي اننا مقبلون على موقعة ساخنة كما هي العادة في الكثير من المباريات التي جمعت الفريقين سابقاً، وهما سيطلان على القمة بأسوأ صورة هذا الموسم، خاصة بعد تعرضهما للخسارة في الجولة الماضية حيث سقط ريال مدريد امام قاديش الصاعد حديثاً الى دوري الأضواء بهدف دون رد، فيما مني برشلونة بالهزيمة أمام خيتافي بالنتيجة عينها.

يعيش برشلونة في وضع فني جديد مع قدوم المدرب رونالد ​كومان​ ومغادرة العديد من اللاعبين ومنهم لويس سواريز وايفان راكيتيش، كما ان العلاقة بين الهولندي وقائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي ليست سليمة مئة بالمئة وهو الأمر الذي ما يزال يوّلد تعثرات فنية بسبب تغيير مراكز اللاعبين أدى الى تحقيق الفريق الكاتالوني لنقطة واحدة من مباراتيه الأخيرتين أمام إشبيلية وخيتافي.

في المقابل لا يبدو ريال مدريد أفضل حالاً من غريمه، وهو تلقى خسارة مفاجئة امام قاديش بعد ثلاثة انتصارات متتالية، لكن حين يقال ان "المكتوب يظهر من عنوانه"، فإن فريق المدرب زين الدين ​زيدان​ أظهر بالفعل المستوى المتواضع هذا الموسم وخاصة فيما يتعلق بانتصاراته الصعبة على بيتيس وبلد الوليد وليفانتي، فيما اكتفى نجمه كريم بنزيما ثاني هدافي الموسم الماضي بتسجيل هدف وحيد في المباريات الخمس التي خاضها الميرينغي.

أضف الى ذلك ان إقامة الكلاسيكو في تلك المرحلة المبكرة من الموسم لها الكثير من الآثار السلبية على اللاعبين ومدربي الفريقين خاصة واننا في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا من الموسم الماضين وهو ما اوجد خللاً في جدولة المباريات واستعدادات جميع الفرق للموسم الجديد.

يبقى القول ان من المهم ان يقدم كل من ريال مدريد وبرشلونة المستوى المأمول والذي على أساسه تم تصنيف الكلاسيكو على انه الأبرز حول العالم، مع ان المعطيات الفنية حتى الآن تشير الى ان الفريقين أفسدا اللقاء قبل ان يبدأ من خلال نتائجهما المتواضعة والإرباك الذي يعيشه كل منهما هذا الموسم، إلا اذا جاءت رياح الميرينغي والبارشا بما لا يشتهي الواقع الحالي.

​​​​​​​