نجح ​اشبيلية​ في وقف زخم برشلونة في الدوري الاسباني لكرة القدم، وفرض عليه التعادل بنتيجة 1-1 على ارضية كامب نو، تاركاً علامات استفهام كبيرة على خطط واستراتيجية المدرب الهولندي الجديد للفريق الكتالوني ​رونالد كومان​. المباراة بدأت باعتماد برشلونة الرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ليونيل ميسي في خط الهجوم، بينما لعب المدير الفني لإشبيلية جوليان لوبيتيغي بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع سوسو، ​أوكامبوس​ و​دي يونغ​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بسيطرة نسبية لبرشلونة على الكرة، وسط هدوء من قبل إشبيلية الذي حاول استيعاب حماس البرشا والإعتماد على الهجمات المرتدة، لينجح بعد مرور حوالي عشر دقائق من افتتاح التسجيل عبر لاعبه دي يونغ. رد الكتالوني اتى سريعاً عبر فيليب كوتينيو لتعديل النتيجة. بعدها، بسط البارشا سيطرته والسعي للتحرك عبر طرفي الملعب ولعب الكرات في العمق، فيما تكتل دفاع اشبيلية لمنع اي مفاجأة غير سارة، وسرعان ما عانى الكتالونيون من تراجع في سرعة التحرك مع انحسار اللعب في وسط الملعب إذ كان من الصعب اختراق دفاعات إشبيلية المنظمة، لتبقى النتيجة على حالها.

الشوط الثاني:

الشوط الثاني بدأ كنسخة عن الشوط الاول مع تعديل تمثل بخروج ميسي الى وسط الملعب من أجل بناء اللعب خاصة أن إشبيلية كان يربط جيداً بين خطي الوسط والدفاع، وبقي خطيرا في الهجمات المرتدة خاصة في ظل المساحات خلف الرباعي الدفاعي لبرشلونة نتيجة البطء في العودة عند خسارة الكرة. وقام لوبيتيغي بإخراج سوسو وأوكامبوس دافعاً بالنصيري والحدادي لتنشيط الشق الهجومي، لكن الأمور استمرت بطيئة نوعا ما. وحاول كومان تحريك الامور، فأخرج غريزمان وفاتي وادخل ترينكاو وبيدري، واستبدل كوتينيو و​ألبا ببيانيتش​ وديست، لكن هذه الاستراتيجية لم تنجح بدورها، ليبدو أن برشلونة رضي بالنتيجة ولا يريد المغامرة. وفي الوقت بدل عن الضائع استفاق برشلونة وحاصر مرمى إشبيلية في محاولات متأخرة لم تغير شيئا من نتيجة اللقاء.

ملاحظات عامة:

1-يبدو أن برشلونة مع رونالد كومان بدأ بتغيير الفلسفة التي اتبعها في الفترة الماضية، حيث ظهر بأن الفريق لا يحبذ المبادرة الهجومية وتطبيق الضغط العالي بشكل دائم بل أحيانا قد يلجأ للركون للخلف وتهدئة إيقاع اللعب، وهذا ظهر أمام إشبيلية حيث عانى الفريق في فرض أسلوبه بشكل دائم، فرضخ نوعا ما لظروف المباراة وهذا قد يجعلنا نرى برشلونة مختلفا عما رأيناه في السنوات الماضية، ولكن بعيداً عن التوقعات الدفاعية العالية التي انتظرها الجميع وعدم تراجع الزخم الهجومي الذي ميّز الفريق الكتالوني لسنوات.

2-مرة أخرى اثبت لوبيتيغي أنه مدرب مميز، ولو انه لم ينجح كثيراً مع الريال، حيث حضّر فريقه بشكل جيد للمواجهة وعرف كيف يحاصر والاعتماد على سلاحه الخطير اي الهجمات المرتدة، ما أحرج برشلونة في أكثر من مناسبة.