ربما يكون مهاجم برشلونة لويس سواريز أكثر من دفع ثمن السقوط المدوي للفريق الكاتالوني أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال اوروبا، والتداعيات التي حصلت بعد تلك الخسارة عبر إقالة كيك سيتين وحلول الهولندي رونالد كومان مكانه، ذلك ان الأوروغوياني وجد نفسه في لحظة "غير مرغوب به" داخل أسوار الكامب نو عبر قرار اتخذه المدرب الجديد والذي دخل برشلونة وفي جيبه قائمة بالاسماء التي لا يريدها في مقدمتها "لويزيتو".

فضل سواريز الخروج من الباب الضيّق باكياً متوجهاً الى ​أتلتيكو مدريد​ بعد فشل انتقاله الى ​يوفنتوس الإيطالي​، وكأن ابن الثالثة والثلاثين أراد أن يبقى قريباً من المدينة الأحب على قلبه منذ ستة أعوام، والنجم الأقرب لعقله ووجدانه ونقصد هنا الارجنتيني ليونيل ميسي.

سواريز الذي انتقل إلى برشلونة في عام 2014 قادما من ​ليفربول الانكليزي​، وتوّج معه بـ 13 لقبا منها ​دوري أبطال أوروبا​ (2015)، يغادر النادي الكاتالوني مرفوع الرأس لكونه ثالث أفضل هداف في تاريخه مع 198 هدفا، لكنه ربما يشعر بغصة كبيرة بعد سنوات كانت حافلة بالإنجازات والألقاب الجماعية والفردية، إلا أن مستقبل "بيستوليرو" قد لا يبدو مجهولاً بانتقاله الى فريق المدرب ​دييغو سيميوني​، لا بل ان انتقاله ربما يحمل الكثير من الايجابيات.

من الواضح ان لويس سواريز لم يكن بحاجة الى ليونيل ميسي من أجل البروز وإثبات موهبته وهو ما فعله في ليفربول وقبله مع أياكس الهولندي، لكنه أيضاً لم يختفِ في "ظله" ويكفي انه توج هدافاً للدوري الإسباني في موسم 2015/2016 متفوقاً على نجوم كبار مثل ميسي و​كريستيانو رونالدو​ و​كريم بنزيما​ و​نيمار​ وغريزمان، لذلك فإن نجاحه مع فريقه الجديد سيكون مضموناً خاصة مع رغبة سيميوني بالاعتماد عليه كلاعب أساسي.

وفي ظل اعلان رونالد كومان عن نيته تغيير وجه فريق برشلونة وعدم الاعتماد الكلي على ليونيل ميسي في كل الهجمات كما كان يحدث في السنوات السابقة، فإن من المتوقع ان يشكل هذا الأمر فرصة للاعب لويس سواريز من أجل تسجيل أهداف "بالجملة" مع اتلتيكو ويجعله منافساً رئيسياً على صدارة الهدافين ان لم يكن الهداف مع نهاية هذا الموسم.

كل ذلك قد يحعلنا نطرح سؤالاً عن عملية خروج سواريز من برشلونة عبر القول، هل خسر البارشا وربح لويزيتو؟

من الصعب الإجابة الآن على هذا السؤال بانتظار قدرته السريعة على الانسجام مع اتلتيكو مدريد، وقدرة ليونيل ميسي على "التعايش" مع صيغة رونالد كومان الجديدة، لذلك فإن معالم تلك الإجابة التي يبحث عنها جمهور برشلونة بالدرجة الأولى ولويس سواريز بالدرجة الثانية قد تبدأ بالظهور مع العام الجديد ومرور العديد من الجولات في الليغا الاسبانية.