في كل مرة يسعى فيها ​الاتحاد الآسيوي لكرة القدم​ لإظهار دوره الحقيقي كراعٍ للكرة الآسيوية بكل تفاصيلها سواء من اتحاداتها المحلية أو أنديتها ومنتخباتها وصولاً الى لاعبيها، يُثار الكثير من الجدل حول القرارات التي يتخذها أو العمل الذي تقوم به لجان الإتحاد على كافة الأصعدة، والتي غالباً ما ينتج عنه المزيد من الإشكاليات والخلافات بين الإتحادات الأعضاء وصولاً الى التشكيك بقدرات الإتحاد الآسيوي على مواكبة ما تقوم به الاتحادات القارية الأخرى حول العالم.

وبعد قرار إلغاء منافسات كأس الإتحاد الآسيوي هذا العام بسبب جائحة كورونا والإكتفاء باستكمال دوري الأبطال بطريقة التجمع، بدا واضحاَ من خلال المنافسات المقامة في الدوحة حجم الخروقات الإدارية والتنظيمية وحتى الصحية في ظل ما يشهده العالم من كارثة حقيقية بسبب تداعيات ما خلفته ولا زالت جائحة كورونا على مختلف الأصعدة ومنها الرياضية.

الكارثة الصحية التي ضربت فريق ​الهلال​ السعودي حامل لقب ​دوري أبطال آسيا​ (اصيب 24 فرداً منهم 15 لاعباً)، ربما هي أمر غير مسبوق على مستوى القارة مع هذا العدد الكبير من الاصابات للاعبي الفريق ومنهم الفرنسي ​بافيتيمبي غوميز​ والايطالي ​جيوفينكو​ واللاعبان ​سالم الدوسري​ و​سلمان الفرج​، لكن ما هو مسبوق أيضاَ على مستوى العالم حتى، يكمن في تلك القرارات الهزيلة التي اتخذها الاتحاد الآسيوي بحجم كارثة صحية بهذا الحجم لفريق عريق يشارك في منافسة قارية.

قبل أيام، قرر ​الاتحاد الأوروبي لكرة القدم​ تأجيل مباراة لينفيلد من أيرلندا الشمالية أمام ديرتا من كوسوفو بسبب ظهور حالتين فقط في صفوف النادي الكوسوفي، بينما أجبر الاتحاد الآسيوي فريق الهلال على خوض مباراته أمس أمام فريق ​شهر خودرو الإيراني​ ضمن دور المجموعات رغم غياب 15 لاعبا عن الفريق السعودي رافضاً تأجيلها الى موعد لاحق، الامر الذي استدعى استعانة المدرب رازفان لوشيسكو لاعادة اللاعب محمد الشلهوب عن اعتزاله والاستعانة بلاعبين من فريق شباب النادي.

فهل سعى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى تطبيق أبسط الأسس التي قام عليها وهي عدالة المنافسة بين جميع الفرق، ولماذا يفضل خوض "مغامرة" اللعب بصحة جميع اللاعبين الباقين المشاركين في دوري أبطال آسيا ومن أجل ماذا؟؟.

كثيرة هي الاسئلة التي لم يقدم الاتحاد الآسيوي الإجابات الشافية عليها، هذا اذا أردنا عدم التوقف عند تجاهل كل الاصوات التي تعالت عند تحديد موعد استكمال المنافسة في شهر أيلول / سبتمبر، وهو الشهر الذي حمل الكثير من التحذيرات بشأن موجوة جديدة من تفشي جائحة كورونا.

فإذا كان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم قرر تأجيل بطولة كبرى بحجم أمم أوروبا الى العام المقبل، كما قام اتحاد اميركا الجنوبية بالامر عينه بالنسبة لكوبا اميركا، وإذا كانت اللجنة الاولمبية الدولية قد قررت تأجيل ​أولمبياد طوكيو​ الى العام المقبل، فقد كان من الأجدى على الاتحاد الآسيوي اتباع الامر عينه خاصة مع اصابة 15 لاعب في فريق واحد، واتخاذ قرارات تحفظ سلامة الجميع وتؤمن عدالة التنافس ليس أقلها تأجيل أدوار خروج المغلوب الى الشهر المقبل.

يبقى القول ان الرغبة التي ابداها الهلال حامل اللقب باستكمال المنافسات رغم كل ما حدث، يستحق التحية والاحترام، لكن المطلوب من الاتحاد الاسيوي اكثر من اي وقت مضى التحلي بالجرأة واتخاذ القرارات الكفيلة بحفظ ماء الوجه!.