يستطيع مدرب برشلونة الجديد ​رونالد كومان​ الآن أن يبدأ التفكير في وضع الأسس الأولى لمشروعه مع برشلونة، خاصة بعد ان حسم الأرجنتيني ليونيل ميسي مسألة استمراره مع النادي الكاتالوني واضعاً الحد لكل ما حدث خلال الفترة السابقة،حين أبدى رغبته بالرحيل إثر الخسارة الكارثية امام بايرن ميونيخ بثمانية أهداف مقابل اثنين في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

من الواضح ان وجود ليونيل ميسي ضمن مشروع رونالد كومان أفضل من عدمه، لكن من المؤكد ان الموسم الجديد سيكون مختلفاً من أدنى شك بالنسبة للأرجنتيني بسبب أمور عدة ستطرأ على اسلوب اللعب على أرض الملعب وقبل ايام معدودة على انطلاق الدوري الاسباني لكرة القدم، إن لجهة غياب العديد من العناصر التي لطالما تعود على وجودها الى جانبه بعدما قرر كومان التخلص من "الأوزان الزائدة"، أو بسبب الطريقة الفنية التي ينتهحها المدرب الهولندي.

ومن المهم القول ان رونالد كومان الذي ينتظره عملا شاقًا في برشلونة، سيكون همه الاول إيجاد حلول جذرية للثغرات الدفاعية التي يعاني منها الفريق، وهو ان كان قد جدد الثقة ب​جيرار بيكيه​، الا ان المتوقع استقدام مدافع والاستغناء عن اومتيتي، كما ان تغييراته ستطال خط الوسط، حيث لن يلعب سيرجو بوسكيتس اساسياً، وسيحظى دي يونغ بمكانه كمحور ارتكاز الى جانب اللاعب القادم من يوفنتوس ​ميراليم بيانيتش​، وربما يكون الى جانبه لاعب ليفربول الهولندي ​فينالدوم​ المتوقع قدومه الى الكامب نو.

اضف الى ذلك ان عملية التجديد ستطال خط الهجوم مع الانباء عن رحيل لويس سواريز وقدوم الهولندي ​ممفيس ديباي​، لذلك فإن كل تلك الخيارات الجديدة في الفريق الكاتالوني قد تنعكس سلباً على اداء ليونيل ميسي على ارض الملعب ان لجهة عملية وصول الكرات اليه او طريقة انتشار اللاعبين على أرض الملعب خاصة وان من المحتمل ان يتواجد خلفه خط وسط جديد.

ومع ذلك فإن الاسلوب الدفاعي الذي ينتهجه كومان والذي طبقه طوال مسيرته التدريبية قد يكون عائقاً امام "هجومية" ليونيل ميسي وهذا سيخلق بكل تاكيد نهجاً جديداً على ارض الملعب وربما يؤسس لصدام متوقع بين الرجلين، خاصة اذا شعر ميسي ان خطة رونالد كومان لن تمنحه الأفضلية كالعادة لكي يكون النجم الاول في الفريق، مع العلم ان المدرب الهولندي لم يجد حرجاً منذ وصوله الى الكامب نو بالحديث الى ميسي والقول " ان زمن تمتعه بامتيازات على ارض الملعب قد ولّى".

هي معركة فنية على ارض الملعب لكن ارتداداتها لن تبقى هناك، لذلك فإن من المتوقع ان يكشف هذا التجاذب الكثير من مواقف الرجلين تجاه بعضهما البعض، وحتى موعد انطلاق الدوري الاسباني، يبقى السؤال الأهم: من يروّض الآخر؟.