لم يكن الموسم الكروي في 2019-2020 عاديا لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون بل شهد العديد من الأحداث المثيرة لعل كان أبرزها التوقف القسري لحوالي شهرين ونصف بسبب جائحة كوفيد 19 كما في العديد من الأحداث والتقلبات المثيرة على مدى فترات طويلة من الموسم والتي سنتعرف على أبرز مشاهدها في هذا التقرير.

1. ليفربول بطلا للدوري بعد طول انتظار والسيتي رمى المنديل باكرا

بعد طول انتظار دام لثلاثين عاما بالتمام والكمال، ابتسم الحظ مجددا لليفربول والذي نجح في كسر النحس التاريخي والتتويج بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم.

ومن دون أي نقاش، استحق الريدز لقب البطولة بعدما قدم على مدى الموسم أداءا ثابتا مع شخصية هجومية مميزة وانضباط دفاعي عالي بجانب روح تكتيكية عالية حيث احتل المركز الأول منذ بداية البطولة حتى نهايتها ولم يخسر إلا ثلاث مرات وتعادل مثلها وانتصر في 32 مناسبة ليثبت نفسه المنافس الأصعب والأجدر بتحقيق اللقب تحت قيادة فنية مميزة من المدرب يورغن كلوب الذي أوجد توليفة رائعة في كافة الخطوط حققت حلم ليفربول الكبير والمنتظر منذ زمن.

المركز الثاني كان من نصيب مانشستر سيتي والذي حصد 81 نقطة مع تسجيل 102 هدف لكن الفريق لم تنفع له قوته الهجومية الكبيرة فرمى المنديل باكرا وفارق ال18 نقطة مع ليفربول في الصدارة كان أكبر دليل على عدم قدرة السيتي على المنافسة حيث عانى كثيرا من الثبات في المستوى ما جعله يفقد النقاط تلو الأخرى ويفقد مبكرا آماله في الحفاظ على اللقب الذي حققه الموسم ما قبل الماضي.

2. اليونايتد و​تشيلسي​ استعادا شيئا من كبريائهما وليستر سيتي أكبر الخاسرين

بعدما لم يكن في المستوى المطلوب خلال السنوات الماضية، استعاد مانشستر يونايتد الكثير من عافيته في هذا الموسم حيث أنهاه في المركز الثالث برصيد 66 نقطة وهو نفس رصيد تشيلسي صاحب المركز الرابع وكلاهما نجحا في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل وهذا كان هدف الفريقين الأساسي هذا الموسم.

وتحسن اليونايتد كثيرا من الناحية التكتيكية مع المدرب النروجي أولي سولسكاير حيث بدا الفريق أكثر نضجا في وسط الملعب واستعاد أهم صفاته السابقة وهي القدرة على حسم المباريات لمصلحته رغم عدم التفوق الفني فيها أما تشيلسي مع المدرب فرانك لامبارد فهو مع مجموعة شابة قدم الكثير وأثبت أنه الرجل المناسب لإعادة تشيلسي إلى البطولات.

أكبر الخاسرين كان ليستر سيتي والذي بدا حتى نهاية الثلث الثاني من الموسم، بأنه ضامن للمركز الثالث وبطاقة دوري الأبطال لكن فريق المدرب براندون رودجرز تراجع بشكل مخيف في الثلث الأخير من الموسم مع مشاكل دفاعية كبيرة كلفته التراجع للمركز الثالث والاكتفاء ببطاقة اليوروبا ليغ.

3. موسم مميز ل​وولفرهامبتون​ وأقل من المتوقع لأرسنال و​توتنهام

قدم وولفرهامبتون موسما مميزا للغاية حيث احتل المركز السابع في جدول الترتيب مع حصد 59 نقطة وهو تساوى مع توتنهام هوتسبيرز وأرسنال بنفس عدد النقاط فكان توتنهام في المركز السادس وولفرهامبتون سابعا مقابل وجود أرسنال ثامنا. ولا يختلف اثنان بأن الفريق البرتقالي يقدم كرة قدم مميزة ليس من هذا الموسم بل منذ عدة مواسم حيث لدى الفريق شخصية قوية ويعتمد على اللعب الهجومي المفتوح أما توتنهام فهو مع مدربه مورينيو والذي استلم تدريب الفريق في ثلث الموسم فتحسن كثيرا بعد بداية بطيئة وسيئة لكن مورينيو عرف كيف يستخرج الأفضل من لاعبيه ويتجاوز مشكلة الإصابات وحصد المركز السادس وضمن إنقاذ الموسم بالمشاركة في اليوروباليغ أما أرسنال فلم يختلف حاله عن توتنهام مع تغيير فني حدث برحيل إيمري وتولي لاعبه السابق أرتيتا زمام الأمور لينتهي الموسم بوجود أرسنال بالمركز الثامن لكن فوزه بلقب الكأس سمح له بضمان بطاقة أوروبية في اليوروبا ليغ.

4. اداء متفاوت، مفاجئ للبعض ومخيب للبعض الآخر لفرق وسط الترتيب

شهد هذا الموسم بروز عدة فرق قدمت مستويات مميزة واحتلت مركزا دافئا في وسط الترتيب وكانت قادرة لو امتلكت الخبرة والثبات في المستوى على المنافسة الأوروبية وهذه الفرق هي شيفيليد يونايتد، بيرنلي وساوثهامبتون التي كانت في وسط الجدول وقدمت مستويات ملفتة للنظر أما إيفرتون تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي فهو قدم موسما مخيبا للآمال واكتفى باحتلال المركز الثاني عشر برصيد 49 نقطة ولم يدخل حتى في الحسابات الأوروبية مع مشاكل دفاعية واضحة كلفته خسارة العديد من النقاط على مدار الموسم.

5. نورويتش سيتي ودع باكرا وواتفورد وبورنموث فشلا في النجاة من الهبوط

ودع نورويتش سيتي البريميير ليغ بشكل مبكر حيث بدا من منتصف القسم الثاني أنه الفريق الأوفر حظا لتوديع البطولة حيث لم يقدم أي شيئ يشفع له من أجل البقاء مع فوزه في 5 مباريات فقط من أصل 38 بجانب تسجيله 26 هدفا وتلقيه 75 هدفا ليكون صاحب أضعف خط هجوم وأسوأ خط دفاع ونتيجة كل هذا التفكك الفني والتكتيكي ستكون طبيعية ألا وهي الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.

الضحيتين الباقيتين في هذا الموسم كانا فريقي واتفورد وبورنموث حيث خاضا معركة شرسة من أجل البقاء مع فريقين آخرين هما ويست هام وأستون فيلا حيث لم تحسم الأمور إلا في الجولة الأخيرة مع توقف رصيد الفريقين عند النقطة 34 بفارق نقطة يتيمة عن أستون فيلا و4 نقاط عن ويست هام.