حتى من هم في الثلاثين من العمر، لم تعرف ذاكرتهم مدرباً لأرسنال سوى الفرنسي أرسين ​فينغر​، لذلك كان الفريق اللندني بأيادٍ أمينة من وجهة نظرهم "على الأقل" على مدى سنوات طويلة، لم يكتف خلالها بقيادة الغانيرز الى منصات التتويج، إنما جعله ضيفاً دائماً على دوري أبطال أوروبا ووصيفاً للكأس القارية عام 2006 حين خسر يومها المباراة النهائية أمام برشلونة بهدفين مقابل واحد.

لم ينجح ​ارسنال​ في اعادة انتاج فريقه لمرحلة ما بعد أرسين فينغر على الرغم من السمعة الجيدة التي جاء بها المدرب أوناي إيمري الى لندن، ولأن غياب النتائج والألقاب نهايته معروفة، كانت المفاجأة باختيار لاعب الفريق السابق مايكيل أرتيتا لتولي تدريب الفريق في ديسمبر/كانون الاول الماضي.

اليوم وبعد الفوز بلقبين متتاليين خلال فترة قصيرة من الزمن (كأس انكلترا والدرع الخيرية)، يقدم أرتيتا نفسه لجماهير الارسنال على أنه المنقذ والقادر على إعادة الفريق الى ما تصبو اليه الجماهير، ليس من خلال قائمة من اللاعبين النجوم والمعروفين حول العالم، انما عبر رؤيته المتطورة المرتكزة بالأصل على الوجوه الشابة والتي اثبتت جدارتها خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها ​ارتيتا​ تدريب الفريق.

يستطيع مسؤولو نادي أرسنال اليوم الرهان على ما يمكن ان يقدمه ارتيتا من الآن وحتى عام 2023، خاصة وان الخبرة التي اكتسبها من عمله كمساعد لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي، أظهرت انها كافية نوعا ما لإعادة انتاج سيرة ذاتية لمدرب قادم بقوة الى الساحة الفنية، كما ان ارتيتا تمكن على مدى أشهر معدودة من تقديم فريق لا يعرف الخوف وهو ما تجسد بتحقيق نتائج على حساب فرق المقدمة حاليا في انكلترا وهي ليفربول مانشستر سيتي وتشيلسي.

يُحسب لأرتيتا دفع لاعبيه للعب بثقة على ارض الملعب مستخدما بعضا من اسلوب غوارديولا المعتمد على اللمسات القصيرة والسريعة والضغط على المنافس دون اغفال التنظيم الدفاعي، وهو اسلوب اثبت حتى الآن نجاعة على ارض الملعب، لكن ما يهم الآن هو اختبار تشكيلة ارتيتا في المنافسات الطويلة ابتداءً من مواجهة فولهام في ​الدوري الانكليزي​ لكرة القدم.

يمكن لجماهير ارسنال ان تبدأ من الآن بنسج التمنيات والآمال برؤية ارسين فينغر آخر، لكن هذا الامر سيكون مرتبط بقدرة المدرب الشاب على تثبيت اقدامه مدعوما بصبر اداري على كل ما سيقوم به من عمل طوال مدة عقده، وعندها يمكن تحديد ما اذا كان مايكيل ارتيتا هو الرجل الذهبي الجديد في شمال لندن.