حين يمر رونالد ​كومان​ أمام خزائن انجازات برشلونة ويشاهد الكأس القارية الأولى التي حققها الفريق الكتالوني وساهم هو شخصياً بإحرازها بعد هدفه في مرمى سمبدوريا الإيطالي عام 1992، سيودي به تفكيره من أدنى شك الى ما آلت اليه الاوضاع في الكامب نو بعد فضيحة الخروج من ​دوري أبطال أوروبا​ على يد ​بايرن ميونيخ​ والتي أدت لإقالة كيك سيتين وتعيينه مدرباً حتى عام 2022.

يدخل الهولندي الى الكامب نو وسط تحديات كثيرة ستواجهه خلال الفترة المقبلة، وربما في لحظة سيئة لم يكن يرغبها منذ أو وضع بنداً جزائياً في عقده مع الاتحاد الهولندي يحق له فسخ عقده اذا ما تلقى عرضا من برشلونة، وهو ما حصل لكن في توقيت غير مثالي بالنسبة لمن يعلق الآمال والتطلعات على رونالد كومان من أجل إعادة الوهج الى الفريق الكاتالوني.

لن تكون المشاكل التي تعترض برشلونة منذ سنوات هي المعضلة الرئيسية بالنسبة لرونالد كومان الذي يعرف النادي جيداً واسلوب اللعب مع العلم انه كان جزءاً من فريق الاحلام الذي كان يدربه يوهان كرويف، لكن المشكلة الأبرز تكمن في قدرته على فرض مشروعه الجديد داخل ناد يعاني من الترهل وغياب الثقة بين اللاعبين وادارة النادي، وأزمة مالية بسبب الرواتب المرتفعة لعدد من نجوم الفريق.

لكن قبل الحديث عن كل تلك الأمور فإن الأهم الاكبر بالنسبة لرونالد كومان هو اقناع النجم الارجنتيني ليونيل ميسي بالبقاء على الرغم من ان عقده ينتهي صيف العام المقبل، الا ان أجواء اللقاء الأول الذي جمع الطرفين امس الخميس لم يكن مشجعاً على الإطلاق في ظل المعلومات المسربة عن عدم قدرة كومان على اقناع ميسي بالبقاء وقيادة مشروع الهولندي الجديد ابتداء من الموسم الجديد.

واذا كان رئيس النادي بارتوميو قد أعلن ان الاعتماد سيكون على لانغليه، تير شتيغن، دي يونغ، سيميدو، ديمبيلي وغريزمان في السنوات المقبلة، فإن كومان سيجد نفسه وسط كوكبة من اللاعبين ممن تخطوا الثلاثين وفي مقدمتهم جيرار بيكيه (33 عاما) لويس سواريز (33 أيضا) سيرجيو بوسكتس (31) ​جوردي ألبا​ (31)، ايفان راكيتيتش (32)، وهو ما يتناقض مع اسس مشروعه الجديد القاضي ببناء فريق جديد.

من الواضح ان مهمة رونالد كومان في برشلونة لن تكون سهلة على الاطلاق، وسيكون مضطرا للتعامل مع اربع تحديات رئيسية هي استمرار ليونيل ميسي، اعادة الثقة والهدوء الى غرفة الملابس، تغيير جلد الفريق وسط الأزمة المالية التي يعاني منها الفريق الكاتالوني، وأخيرا ابعاد نفسه عن ان يكون وقوداً للحملات الانتخابية قبل عقد الجمعية العمومية في صيف العام المقبل.

لا يمكن لأحد ان يشكك في قدرات رونالد كومان الفنية وهو ما اظهره طوال مسيرته التدريبية والتي كان اخرها مع المنتخب الهولندي، لكن مهمته الجديدة في برشلونة تبدو كالذي قرر اختيار طريق مظلم من اجل الوصول الى الهدف، وعليه فإن موعد الامتحان بات قريبا وعندها سنرى ان كان كومان سيكرم أم يهان!.