تأهل ​لايبزيغ​ الألماني إلى الدور النصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد الفوز على أتلتيكو مدريد الإسباني 2-1 في المباراة التي احتضنها ملعب النور في مدينة لشبونة ضمن الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. المدير الفني للايبيزيغ جوليان ​ناغلسمان​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 3-3-3-1 مع يوسف بولسين في خط الهجوم أما المدير الفني لأتلتيكو مدريد ​دييغو سيميوني​ فلعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي لورينتي وكوستا في خط الهجوم.

الشوط الأول:

إيقاع المباراة كان هادئ في بداية الشوط الأول حيث بدا أن كلا الطرفين لا يرغبان في لعب هجومي مفتوح وغير محسوب العواقب ما جعل الأمور هادئة من دون فرص حقيقية أو نسق سريع.

حاول أتلتيكو مدريد اللعب عبر طرفي الملعب مع نشاط واضح من كاراسكو في الجهة اليسرى وعكس بعض الكرات العرضية أما لايبزيغ فبدأ أفضل في خط وسط الملعب ومن ناحية الإستحواذ على الكرة مع السعي للعب الكرات الساقطة خلف مدافعي الفريق الإسباني.

ومع مرور دقائق الشوط الأول، بدا أتلتيكو مدريد يعاني في الشق الهجومي مع غياب القدرة على لعب كرات واضحة وجمل تكتيكية تساعد في الوصول إلى مرمى لايبزيغ، والذي استمر في الضغط المتواصل في وسط الملعب مع حيوية وسرعة في التحرك عبر طرفي الملعب وفي العمق الدفاعي لأتلتيكو لكن الفرص الحقيقية كانت غائبة عن كلا المرميين مع استمرار الحذر الهجومي ومبدأ التأمين الدفاعي على حساب الإندفاع الهجومي لتبقى نتيجة التعادل السلبي 0-0 ومعها يدخل كلا الفريقين إلى غرف الملابس بتلك النتيجة.

الشوط الثاني:

لايبزيغ بدأ الشوط الثاني بشكل جيد وسرعة في نقل الكرات لينجح في افتتاح التسجيل عبر داني أولمو عند الدقيقة 50 ويتقدم الفريق الألماني 1-0.

بعدها حاول أتلتيكو إظهار ردة فعل لكن الفريق لم ينجح في السيطرة على وسط الملعب وبالتالي إجبار الفريق الألماني على التراجع ليقوم سيميوني بأول تغييراته مع دخول فيليكس وخروج هيريرا مع التحول إلى طريقة اللعب 4-3-3 واعتماد مبدأ الضغط العالي على لايبزيغ في ملعبه لكن الأخير كان يجيد التحرك بدون كرة وعرف كيف يتصرف في خط الوسط ويتجاوز دفاعات أتلتيكو المتقدمة لكن هفوة دفاعية من الفريق الألماني منحت الفريق الإسباني ركلة جزاء ترجمها فيليكس بنجاح ليتعادل الفريقان 1-1 عند الدقيقة 71.

سيميوني حاول استغلال الجو العام للمباراة فدفع بموراتا مكان كوستا لتنشيط خط الوسط بينما أخرج ناغلسمان لايمار وأدخل أدامز لإعطاء حيوية أكبر لخط الوسط.

الأمور عادت لتكون هادئة مع سعي كل فريق لتأمين دفاعه وعدم فتح الملعب خاصة أن المباراة دخلت الربع الساعة الأخير والتعويض صعب لكن لايبزيغ وبفضل نشاطه في خط الوسط وقدرته الدائمة على أخذ المبادرة الهجومية نجح بتسجيل هدف ثاني قاتل عند الدقيقة 88 عبر أدامز.

أتلتيكو في النهاية ضغط بكل ما أوتي من قوة لتعديل النتيجة لكن الفريق الألماني صمد وعرف كيف ينهي الأمور لمصلحته ويحجز مكانه في المربع الذهبي للبطولة.

ملاحظات عامة:

1. يجب كيل المديح للمدرب الشاب ناغلسمان والذي حضّر فريقه بشكل جيد للمباراة مع خطة مميزة وقدرة على إيجاد الكثافة العددية في خط الوسط ما أعطاه دائما المبادرة الهجومية بجانب تنظيم عالي لخط الدفاع ووجود عدد كبير من اللاعبين المرابطين والمتماسكين فنيا في الحالة الدفاعية والهجومية فتفوق الفريق من كل النواحي التكتيكية والفنية كما بدا أكثر حماسة وشراسة للفوز وهو ما تحقق في النهاية.

​​​​​​​

2. تفوق الفريق الألماني على منافسه في نسبة الإستحواذ كما في الكرات الفردية والمواجهات الثنائية وهنا يجب لوم المدرب سيميوني الذي لم يجد الطريقة المانسبة لفرض أسلوبه رغم امتلاكه لعامل الخبرة لكن الفريق الإسباني بدا مفككا وعاجزا عن فرض أسلوب هجومي كما أن الصلابة الدفاعية وهي مفتاح الفريق الأساسي ونقطة قوته لم تكن كافية من أجل قلب الموازين فودع أتلتيكو المباراة والبطولة من بابها الضيق.