يمكن اعتبار الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بداية لمرحلة جديدة من عمر تلك المسابقة الأكثر متابعة حول العالم، خاصة بعدما فرضت جائحة كورونا قواعد وبروتوكولات جديدة لم تكن معهودة في السابق، وتركت الكثير من التغييرات التي قد تكون مقدمة لوجه جديد في الفترة المقبلة، خاصة ما يتعلق بنظام المباراة الواحدة وغياب الجماهير عن الحضور الى الملاعب المقامة عليها المباريات.

ومع اقامة مباراتين وفق البروتوكول الجديد وجمعتا ​باريس سان جيرمان​ و​اتالانتا​، وأتلتيكو مدريد مع ​لايبزيغ​، فإن من الصعب حتى الآن وضع تقييم صريح وواضح عن تلك التجربة والتأثير الذي يمكن ان تضفيه على الفرق الأوروبية واللاعبين وأيضاً الجماهير التي وجدت نفسها في وضع لم تعتاده من قبل، باستثناء المباريات التي كانت تقام من دون جمهور بسبب عقوبات إدارية.

من الواضح ان إقامة دوري أبطال أوروبا من مباراة واحدة في الموسم المقبل ستترك الكثير من التأثيرات كما وانها سلاح ذو حدين، صحيح ان الفرق الأوروبية ستكون على موعد مع عدد أقل من المباريات في الموسم لكن ذلك يتطلب أقصى درجات الحذر، لأن أي خطأ قد يكلف الخروج من البطولة وخسارة الملايين، وفي المقابل فإن استمرار هذا النظام سيشجع الأندية الأخرى خارج الفئة الأولى على بذل جهدها من أجل المضي قدماً نحو الأدوار النهائية، ولنا في مباريات الكؤوس الكثير من الأمثلة والمفاجآت.

ربما يكون استمرار دوري ابطال اوروبا بنفس شروط هذا الموسم سيمنح الكثير من الفرق الفرصة من أجل العبور الى مرحلة لم تكن لتحلم بها وهو ما يعني زيادة العوائد والارباح المادية، لكنه قد يشكل نوعاً من الظلم بالنسبة للأندية الكبرى، فالأخيرة قد تتعثر بسبب غياب لاعب من هنا او إيقاف آخر، وهو ما كانت تتفاداه خلال مباريات الذهاب والإياب، أضف إلى ذلك ان تقلص عدد المباريات سينعكس بشكل سلبي على الموارد المالية التي يمكن ان تجنيها من عائدات النقل التلفزيوني والشركات الراعية والتي لن تبرم بالتأكيد اتفاقات مماثلة تدفع بموجبها ما كانت تدفعه في السابق.

الأمر الآخر ان استمرار غياب الجماهير عن حضور المباريات بداعي البروتوكول الصحي، سيشكل ضربة كبيرة لهؤلاء وللاعبين أيضاً، لأن المتبع حاليا من مؤثرات صوتية وبصرية في المدرجات، أظهر الفرق الكبير بينها وبين الحضور الجماهيري، وهو ما بدا واضحا سواء في دوري أبطال أوروبا او في المنافسات المحلية في أوروبا.

من المؤكد ان الشروط الجديدة لدوري أبطال اوروبا تحتاج الى الكثير من الدراسة والتقييم مع نهاية البطولة في الثالث والعشرين من هذا الشهر، خاصة وان الظروف التي فرضت هذا الواقع في الموسم الحالي قد لا تتلاشى مع انطلاق الموسم الجديد، مما يعني ان الاحتمالات كبيرة للاستمرار بتلك الشروط، وعليه فإن الصوت الأبرز سيكون للأندية الكبيرة وبالتأكيد سيكون عالياً ومؤثراً!.