حين منح برشلونة الفرصة للمدرب بيب ​غوارديولا​ لتدريب الفريق الاول عام 2008، وحين أوكل ريال مدريد مهمة الاشراف على الفريق الأول لنجمه السابق زين الدين ​زيدان​ عام 2016 بعد عامين فقط على توليه مهمته التدريبية الأولى مع فريق الشباب، كان الإثنان قد خاضا تجربة مع الفرق الأقل درجة، وهو ما سمح لهما فيما بحفر اسميهما على سجلات الشرف عبر تحقيقهما انجازات محلية وقارية لكل من النادي الكتالوني والميرينغي.

وحين أراد أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس محاكاة تلك التجربة عبر تعيين أندريا ​بيرلو​ مدربا لفريق تحت 23 عاماً، لم يكن يظن انه سيتراجع عن قراره بعد عشرة أيام من أجل ارسال "المايسترو" الى الفريق الأول على اثر اقالة ماوريسيو ساري بعد الخروج المخيب من ثمن النهائي دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي، بعد موسم فقط في تورينو، وذلك على رغم قيادته الفريق الى لقبه التاسع تواليا في الدوري المحلي.

من الواضح ان تجربة بيرلو مع يوفنتوس تختلف كثيراً عن تجربة غوارديولا وزيدان وحتى عن تجارب أخرى خاضها لامبارد وسولسكاير وجيرارد أو حتى أرتيتا، لأن ابن الحادية والأربعين عاماً سيتولى المسؤولية متسلحاً بتجربة "صفر" في المجال التدريبي وهذا بحد ذاته قد يكون عائقاً أمام حلم السيدة العجوز بالتتويج بلقب دوري أبطال اوروبا للمرة الأولى منذ عام 1996.

من المهم القول أيضاً ان بيرلو سيجد نفسه مشرفاً على نجم بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وهذا يتطلب وعياً مختلفاً، وهي تجربة عاشها زين الدين زيدان في ريال مدريد، لكن الفرنسي تمكن من فرض شخصيته داخل غرفة الملابس قبل أرض الملعب وأقنع جميع اللاعبين بمن فيهم رونالدو سابقاً بأنه قادر على إعادة الميرينغي للطريق الصحيح مستنداً على تاريخ عريق ومشرف من الإنجازات ونجح بتحقيق 9 بطولات للريال حتى الآن.

يمكن للايطالي بيرلو ان يدخل غرفة الملابس في تورينو بكل فخر لأن ما حققه طوال تاريخه سواء مع منتخب ايطاليا او مع ميلان ويوفنتوس كفيل بانتزاع احترام اللاعبين في السيدة العجوز، وهذا قد يكون الخطوة الأولى على طريق تحقيق الحلم الذي تصبو إليه جماهير اليوفي.

ومع ذلك فإن تجربة بيرلو مع يوفنتوس لن تكون مفروشة بالورود بداية من الواقع المحلي مع تطور المنافسة في الدوري الإيطالي وتحديداً في الموسمين الاخيرين وصولا الى الصراع القاري، لكم من المهم ان تؤمن جماهير وادارة يوفنتوس بما يمكن ان يحققه دون التسرع بالحصول على النتائج، وهذا بحد ذاته يمكن ان يمنح اللاعبين الثقة بإمكانية الوصول مع مدربهم الجديد الى تحقيق الآمال والطموحات المرجوة منهم، لأن إفشال مهمة النجم الإيطالي ربما تنعكس سلباً على السيدة العجوز وتزيدها "غيابا" على المستوى الأوروبي.