كان يمكن للكارثة التي حلت ب​لبنان​ جراء انفجار المرفأ أن تمر كما كل الازمات التي عصفت بهذا البلد في أوقات سابقة، إلا ان التأثير الكبير والأهوال المفجعة لآثار هذا الإنفجار، جعلت هذا الحدث محط اهتمام كل العالم وبمختلف فئاته ومنهم مجتمع الرياضة وكرة القدم.

من الواضح ان التعاطف الكبير والواسع من أندية أوروبية عريقة ولاعبون نجوم في انديتهم ومنتخباتهم مع الذي حصل في مدينة بيروت، ساهم من دون ادنى شك في اتساع رقعة التضامن والدعم للشعب اللبناني الذي عاش أياماً كارثية وصعبة ظننا للوهلة الأولى اننا تخطيناها بفعل مرور الزمن، إلا ان حجم الدمار في البشر والحجر أعاد للأذهان ويلات ما عاناه هذا البلد.

التضامن والتعاطف الكبيران من الأندية العالمية ونجومها وضع لبنان بشكل عام وبيروت بشكل خاص على خارطة الإهتمام العالمي، وزيّن العلم اللبناني حسابات العديد من الاندية الاوروبية ولاعبيها ومدربيها، حتى باتت قضية بيروت في المقام الأول لدى مجتمع كرة القدم وتخطت بتأثيرها الحدث المنتظر وهو استئناف مباريات دوري أبطال اوروبا.

مرة جديدة تلعب الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص دوراً بارزاً في إيصال الصوت الإنساني الى مختلف أرجاء العالم، ومرة جديدة تثبت اللعبة المستديرة ان مفهومها وتأثيرها يتخطى أرجاء وحدود المستطيل الأخضر، وهو ما ظهر بشكل واضح عقب تفجير المرفأ، ليحظى لبنان باهتمام لطالما كان ينشده، لكنه مع الأسف تحقق بفضل مأساة وكارثة أصابت عشرات الآلاف.

كنا نتمنى أن يحظى لبنان بهذا الإهتمام بفضل إنجاز رياضي أو أي أمر آخر، ومع ذلك فإن ما أبداه نجوم كرة القدم من تعاطف ودعم تجاه الشعب اللبناني، ترك الكثير من الأثر وأظهر اننا لسنا خارج حدود العالم، وان هناك أندية عملاقة بحجم دول ونجوم تخطوا الكثير من المشاهير يحملون في قلوبهم وعقولهم قضيتنا الإنسانية ومأساتنا التي لا تعرف الإنتهاء، وقادرون على إحداث تأثير لم نكن نرغبه عن طريق تلك الكارثة.

صحيح ان الآثار الناجمة عن تلك المأساة لا يمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال، لكن من المهم القول ان هذا الإهتمام الكبير من "عائلة" كرة القدم العالمية تجاه لبنان والعاصمة بيروت، يستحق الثناء والتقدير من نجوم واندية كنا نظن ان تفكيرها لا يتعدى حدود القارة العجوز، فإذا بإنفجار المرفأ يضع بيروت على خارطة هؤلاء ويرسل لنا وللعالم الكثير من الرسائل بأن كرة القدم هي لعبة الإنسان والإنسانية وستبقى كذلك إلى الأبد.