عادة ما تحسم البطولات بالنتائج ويقال بأنه ليس المهم الأداء بل النتيجة في عالم كرة القدم وهي من يتذكرها الناس في النهاية فلا يهم كيف تفوز أو الطريقة التي تفوز بها بل كرة القدم أهداف.

من هذا المنطلق، أحببنا أن نضيئ عن كافة نهائيات البطولات الكبرى بداية من عام 2000 في سلسلة متواصلة من الحلقات والتي سنركز فيها ليس على من فاز أو كيف فاز بل سنسلط الضوء على لحظة هامة أو مفصل في كل مباراة نهائية لو حدث لكان غيّر من نتيجة اللقاء، هذا الحدث قد يكون إما فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية وإلى ما هنالك وسنستمر في هذا التقرير بالحلقة العاشرة والتي سنتناول فيها أهم نهائيين اثنين حصلا في عام 2010، وهما نهائي كأس العالم ونهائي دوري أبطال أوروبا.

· إسبانيا 1-0 هولندا ( نهائي كأس العالم / ملعب سوكر سيتي - العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبيرغ / الحكم الدولي الإنكليزي هاوارد ويب ):

في الفترة تلك، كانت إسبانيا تفرض سيطرتها على كرة القدم العالمية والأوروبية ولم يكن من المفاجئ أن يصل المنتخب الإسباني إلى نهائي ​كأس العالم 2010​ حيث واجه المنتخب الهولندي والذي بدوره قدّم بطولة مميزة للغاية واستحق لعب المباراة النهائية.

وشهدت المباراة الكثير من الأخذ والرد حيث امتدت المباراة إلى أشواط إضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 0-0 قبل أن ينجح ​إنييستا​ قبل نهاية المباراة بخمس دقائق في تسجيل هدف الفوز القاتل لمنتخب إسبانيا وانتهت المباراة 1-0 لإسبانيا. لكن الدقيقتين 62 و82 من زمن الشوط الثاني للمباراة لم تكن إعتيادية أبدا، فهي شهدت منعرجين هامين كان أحدهما كفيلا لو تم استغلاله كما يجب في تغيير هوية الفائز باللقب.

فعند الدقيقة 62، إنفرد نجم منتخب هولندا ​أريين روبن​ من منتصف ملعب منتخب إسبانيا واستمر في التقدم حتى أصبح وجها لوجه مع حارس إسبانيا إيكر كاسياس لكن روبن وبتسرع شديد سدد كرة صدها كاسياس ولم يحسن روبن التسديد بقوة كما يجب بعيدا عن الحارس الإسباني ثم تكررت الكرة مرة أخرى عند الدقيقة 82 حيث انفرد روبن وكان باستطاعته التسديد بمواجهة كاسياس لكنه فضل مراوغته وفشل في ذلك ليضيع روبن بنفس الطريقة كرتين متشابهتين لو سجل إحداهما لكانت الكأس وبنسبة كبيرة قد تحولت من العاصمة الإسبانية مدريد إلى العاصمة الهولندية أمستردام.

· ​إنتر ميلانو​ الإيطالي 2-0 ​بايرن ميونيخ​ الألماني ( نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب سانتياغو برنابيو – العاصمة الإسبانية مدريد / الحكم الدولي الإنكليزي هاوارد ويب ):

وصل بايرن ميونيخ الألماني صاحب الكرة الهجومية والشاملة مع مدربه الهولندي لويس فان غال إلى النهائي الأوروبي ليواجه إنتر ميلانو الإيطالي مع مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو والذي كان يكرس فكر المدرسة الدفاعية المغلقة ويحقق معها نتائج مميزة. ومثلما كان متوقعا، اعتمد إنتر ميلانو طوال اللقاء على سياسة الهجمات المرتدة لينجح في مرتين عند الدقيقة 35 و70 من تسجيل هدفين عبر لاعبه الأرجنتيني دييغو ميليتو ليفوز في اللقاء 2-0 ويحقق لقب ذات الأذنين الأوروبية.

لكن المباراة شهدت عند الدقيقة 48 أي بعد بداية الشوط الثاني بثلاث دقائق، وعندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم إنتر ميلانو 1-0، فرصة هدف محقق لبايرن ميونيخ بعدما واجه لاعبه ​توماس مولر​ وبشكل مريح حارس مرمى إنتر ميلانو خوليو سيزار، لكن مولر سدد وبطريقة خفيفة الكرة حيث افتقدت للدقة والقوة بجانب أن مولر تزحلق أرضا هو ويسدد مع أنه كان في موقف جيد عندما استلم الكرة لكنه أضاعها ومعها أضاع على بايرن ميونيخ فرصة لا تعوض من أجل تعديل النتيجة لتبقى 1-0 ثم ينجح إنتر ميلانو في تسجيل هدف ثاني قتل به المباراة لتكون فرصة مولر هي القشة التي قسمت ظهر البعير وتسبب في خسارة بايرن لهذا النهائي الأوروبي الكبير.