حقق ​باريس سان جيرمان​ لقب ​كأس الرابطة الفرنسية​ بعدما هزم أولمبيك ليون 6-5 بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي 0-0 وذلك في المباراة التي استضافها ملعب ستاد دي فرانس في العاصمة الفرنسية باريس.

المدير الفني لباريس سان جيرمان توماس ​توخيل​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي إيكاردي، ​نيمار​ وأنخيل دي ماريا في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لأولمبيك ليون ​رودي غارسيا​ اللقاء بالرسم التكتيكي 3-1-4-2 مع الثنائي ديمبيلي وممفيس ديباي في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الدقائق العشرة الأولى كانت باريسية حيث حاول الفريق الضغط في الأمام والتحرك عبر الجهة اليسرى مع نيمار الذي كان مصدر الخطورة الأول على مرمى ليون والذي سعى بدوره إلى امتصاص الفورة الهجومية المتوقعة للباريسيين في بداية اللقاء.

وبدا بوضوح أن أولمبيك ليون لم يأت من أجل أداء الأدوار الدفاعية فقط حيث حاول بدوره التحرك في وسط الملعب وتفعيل طرفي الملعب ليقوم بأكثر من هجمة منظمة أزعجت مدافعي البي أس جي بشكل كبير.

بعدها، بدت الأمور هادئة مع انحسار اللعب في وسط الملعب وسعي البي أس جي إلى بناء اللعب المنظم من الخلف لكن حسن انتشار أولمبيك ليون في خط الوسط كانت عائقا كبيرا أمام الهجمات الباريسية لتمر الدقائق المتبقية من الشوط الأول من دون قدرة البي أس جي على تسجيل هدف التقدم مقابل استمرار هجمات أولمبيك ليون والتي أجبرت المنافس على عدم الإندفاع أكثر للأمام وترك المساحات الدفاعية ليدخل كلا الفريقين إلى غرف الملابس والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي 0-0 بينهما.

الشوط الثاني:

الشوط الثاني بدأه ليون بشكل جيد حيث تحرك في الجهة اليسرى مع نشاط واضح من الثلاثي حاسم عوار، ممفيس ديباي وماكسويل كورنيت لكن التهديد الجدي لمرمى البي أس جي لم يكن موجودا رغم بعض الكرات والتسديدات البعيدة المدى.

وأمام غياب الحلول الهجومية لباريس سان جيرمان وعدم قدرته على بناء هجمات منظمة خطرة، قام توخيل بأول تبديلين له حيث أخرج إيكاردي الغائب تماما وغايي مدخلا بابلو سارابيا وأندير هيريرا فيما تحرك غارسيا لأول مرة وأدخل منديس بدل غويماريش في خط الوسط. لتزداد سرعة المباراة حيث سعى باريس سان جيرمان لتسجيل هدف يجنبه اللجوء إلى الأشواط الإضافية، فيما اعتمد ليون عى الدفاع والهجمات المرتدة.

وقبل عشر دقائق من نهاية المباراة، حاول رودي غارسيا مدرب أولمبيك ليون المغامرة قليلا، فقام بثلاث تبديلات مع إخراج المهاجمين الإثنين ديمبيلي وديباي وقلب الدفاع مارسيلو وإدخال تراوري، إيكامبي وأنديرسين لتنشيط الشق الهجومي ومحاولة خطف هدف قاتل في آخر المباراة لكن الأمور لم تتغير رغم رأسية خطرة من نيمار قبل النهائية بأربع دقائق أحسن حارس أولمبيك ليون أنطوني لوبيز في التعامل معها لتنتهي بعدها المباراة ويلجأ الفريقان الى الاشواط الاضافية.

الأشواط الإضافية:

نسق المباراة أصبح أسرع مع سعي كل فريق لتسجيل هدف وبقاء ليون في الحالة الدفاعية حيث لم يشأ أن يفتح خطوطه من أجل عدم منح البي أس جي المساحات الدفاعية مع الإعتماد فقط على الهجمات المرتدة وسرعة لاعبيه في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

الملفت كان أن البي أس جي افتقد للديناميكية في اللعب الهجومي حيث كان نقل الكرات بطيئا ومن دون أي فرص حقيقية تزعج مدافعي ليون كما يجب لينتهي الشوط الاول الإضافي دون أي جديد يشكر. الشوط الإضافي الثاني شابه الحذر أكثر مع انحسار اللعب في وسط

الملعب وسعي ليون إلى عدم تلقي هدف قاتل من أجل جر المواجهة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لباريس سان جيرمان حيث حسمها لمصلحته 5-6 وتوج بلقب كأس الرابطة الفرنسية لموسم 2019-2020 محققا الثلاثية المحلية في هذا الموسم.

ملاحظات عامة:

1. قدّم أولمبيك ليون مباراة كبيرة طوال المئة وعشرين دقيقة على مختلف الصعد خاصة من الناحية التكتيكية حيث عرف كيف يهاجم ومتى يدافع ولو أن الفريق ركّز أكثر في الشق الهجومي لكان نجح في تسجيل هدف من عدة فرص حقيقية سنحت له ولقد راهن رودي غارسيا مدرب الفريق على سيناريو ركلات الترجيح لكن في نهاية المطاف لم يبتسم الحظ له ولعبت الخبرة في اللحظات الحاسمة دورا كبيرا في ترجيح كفة الفريق الباريسي.

2. على الرغم من أن الفريق الباريسي حقق اللقب، لكنه لم يقدم الأداء الهجومي المنتظر منه ولولا التحركات الفردية من نيمار في أكثر من محاولة، لكنا استطعنا القول بأن الفريق الباريسي لم ينجح في استغلال أسلحته الهجومية كما يجب حيث عانى من بطء واضح في صناعة اللعب مع غياب الأفكار الهجومية الواضحة والاعتماد فقط على التحركات الفردية ما جعل من طريقة لعب البي أس جي مقروءة وغير صعبة على الإطلاق بالنسبة لمدافعي ليون الذين أحسنوا التعامل معها على مدار 120 دقيقة مانعين البي أس جي من الوصول إلى شباكهم لكن الحظ خان لاعبي أولمبيك ليون في ركلات الحظ التي دمرت كل ما بنوه خلال المباراة.