بعد أكثر من أربعة أشهر من التوقف الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، عاود ​دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين​ نشاطه في "فقاعة" مجمع وورلد ديزني في أورلاندو بولاية فلوريدا بمباراتين حسمهما في الوقت القاتل ​لوس أنجلوس ليكرز​ و​يوتا جاز​، وبدأتا بركوع اللاعبين تضامنا مع حركة "حياة السود مهمة".

وكما كان متوقعا، ارتدى لاعبو الفرق والطواقم قمصانا كتب عليها "حياة السود مهمة"، ثم ركعوا خلال النشيد الوطني تضامنا مع هذه الحركة التي كسبت زخما جديدا منذ أيار/مايو بعد مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا على يد شرطي أبيض في مدينة إنديانابوليس.

وأكد مفوض الدوري آدم سيلفر أنه لن تتم معاقبة اللاعبين الذين سيركعون خلال النشيد الوطني على الرغم من قانون الرابطة الذي يجبر الجميع على الوقوف خلال النشيد الوطني.

وقال سيلفر في بيان أن هذا القانون لن يطبق نظرا الى الطبيعة "الفريدة" للدعوات المستمرة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، مضيفا "أحترم التصرف التضامني لفرقنا والاحتجاج السلمي الموحد من أجل العدالة الاجتماعية. وفي ظل هذه الظروف الفريدة، لن نفرض قانوننا القائم منذ زمن طويل والذي يتطلب الوقوف أثناء عزف نشيدنا الوطني".

وافتتحت العودة التي يحتضنها مجمع وورلد ديزني خلف أبواب موصدة وبموجب إجراءات صحية تشمل إخضاع الجميع لفحوص دورية لكشف "كوفيد-19" على ان تقيم كل الفرق في المجمع الذي بات يصطلح على تسميته "الفقاعة"، بفوز يوتا جاز على نيو أورليانز بيليكانز 106-104 بفضل رميتين حرتين في آخر 6,9 ثانية للفرنسي رودي غوبير الذي أدت إصابته بالفيروس في آذار/مارس الى تعليق الدوري.

وكانت العودة الى المنافسات مثالية بالنسبة لليكرز الذي حسم المواجهة مع جاره لوس أنجليس كليبيرز في الوقت القاتل 103-101، ليبتعد في صدارة المنطقة الغربية بفارق 6 مباريات ونصف عن جاره بالذات، وذلك مع بقاء سبع مباريات على انتهاء الموسم المنتظم بصيغته المعدلة التي استبعدت جميع الفرق غير القادرة على التأهل الى الـ"بلاي أوف" في المنطقتين، لتنحصر عودة المنافسات بـ22 فريقا من أصل 30.

ويدين ليكرز بفوزه الخمسين في 64 مباراة، الى أنتوني ديفيس الذي سجل 34 نقطة، ونجمه ليبرون جيمس الذي منحه سلة التقدم والانتصار في آخر 12,8 ثانية، منهيا اللقاء بـ16 نقطة مع 11 متابعة و7 تمريرات حاسمة، فيما ساهم كايل كوزما بـ16 نقطة.

ومن جهة كليبيرز الذي أهدر تقدما بفارق 11 نقطة في منتصف الربع الثالث بعد أن سجل 26 نقطة مقابل 5 فقط لجاره قبل أن يرد الأخير بـ36 نقطة مقابل 14 لمنافسه ما سمح له باستعادة التقدم، فكان بول جورج الأفضل بتسجيله 30 نقطة وأضاف كاوي لينارد، بطل الموسم الماضي مع تورونتو رابتورز، 28 نقطة من دون أن يجنب ذلك فريقهما هزيمته الـ21 في 65 مباراة.

- "لنشر الكثير من الحب" -

ورأى جايمس، الناشط في السعي الى تحقيق العدالة الاجتماعية، أن عودة الدوري "تعطينا فرصة لاستخدام هذه المنصة من أجل نشر الكثير من الإيجابيات والكثير من الحب في كافة أرجاء العالم".

وتابع "الملك" الذي أعاد ليكرز الى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف" بعد أن غاب عنها منذ موسم 2012-2013، "نحن نفهم ما يحدث في المجتمع حاليا ونحن نستخدم منصة الدوري هذه، كلاعبين وكمدربين ومنظمة، للتعبير بقوة في هذه المسألة. هذه بداية جيدة".

وكانت البداية جيدة أيضا على الصعيد التنافسي بالنسبة لزميله أنتوني ديفيس الذي علق على الفوز الشاق بالقول "شعرت بأنها كانت مباراة حقيقية بالنسبة لي (على الرغم من الابتعاد طويلا عن المنافسة)... لا يمكنني التذمر بالنسبة لمباراة أولى (بعد العودة)".

وأعطت المباراتان إشارة انطلاق خطة وضعت بشق الأنفس لانهاء الموسم وفق صيغة معدلة، بأكبر قدر ممكن من الأمان في خضم جائحة "كوفيد-19" التي أسفرت حتى الآن عن وفاة أكثر من 155 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وإذا كان يوتا جاز ضامنا لتأهله الى الـ"بلاي أوف" ويصارع في المباريات المتبقية من الموسم المنتظم من أجل تحسين مركزه الرابع، فإن نيو أورليانز بيليكانز من بين سبعة فرق تنافس على بطاقتين متبقيتين في المنطقة الغربية، وهو تراجع بخسارته الخميس الى المركز الحادي عشر بعد أن فرط بالتقدم على يوتا معظم فترات اللقاء وابتعاده عن الأخير بفارق وصل الى 16 نقطة، قبل أن يتلقى في نهاية المطاف الهزيمة الـ37 مقابل 28 فوزا.

ويخوض كل من الفرق الـ22 في المنطقتين ثماني مباريات مخصصة للتصنيف النهائي، على ان تتأهل الفرق الـ16 التي تحتل المراكز الثمانية الأولى في كل من الشرقية والغربية، الى الأدوار الإقصائية المقرر انطلاقها في 17 آب/أغسطس. وستقام مباريات فاصلة لتحديد المراكز النهائية في حال الحاجة الى ذلك.

وكانت ست بطاقات محسومة في المنطقة الغربية قبل التوقف لصالح ليكرز، كليبيرز، دنفر ناغتس، يوتا جاز، أوكلاهوما سيتي ثاندر وهيوستن روكتس، فيما تبقى بطاقتا المركزين السابع والثامن اللتان يتنافس عليهما كل من دالاس مافريكس وممفيس غريزليز وبورتلاند ترايل بلايزرز ونيو أورليانز بيليكانز وساكرامنتو كينغز وسان أنتونيو سبيرز وفينيكس صنز (أقصي مينيسوتا وغولدن ستايت).

ومن المتوقع أن يأتي أكبر تهديد لآمال جايمس وليكرز باحراز اللقب، من اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو وفريقه ميلووكي باكس الذي كان صاحب أفضل سجل في المنطقة الشرقية والترتيب العام قبل التوقف.

ويمني أنتيتوكونمبو النفس بقيادة باكس الى لقبه الأول منذ 1971 حين توج الفريق بطلا للمرة الوحيدة.

وحين توقف الموسم، كان العملاق اليوناني وزملاؤه يتصدرون المنطقة الشرقية بفارق 6,5 مباريات عن تورونتو رابتورز حامل اللقب الذي ضمن كباكس تأهله الى الـ"بلاي أوف" عن المنطقة الشرقية بصحبة بوسطن سلتيكس وميامي هيت وأنديانا بايسرز وفيلادلفيا سفنتي سيكسرز، فيما تبقى بطاقتان يتنافس عليها كل من بروكلين نتس وأورلاندو ماجيك وواشنطن ويزاردز (أقصي تشارلوت وشيكاغو ونيويورك وديترويت وأتلانتا وكليفلاند).