عندما شبه النجم السويدي ​زلاتان ابراهيموفيتش​ نفسه بالشخصية السينمائية ​بنجامين بوتون​ الذي يصبح أكثر شبابا وقوة كلما تقدم في العمر، فإن ابن الثامنة والثلاثين كان يعي حقاً ما يقول، خاصة بعد تسجيله هدفين لفريقه ​ميلان​ في الفوز على سمبدوريا بأربعة أهداف مقابل واحد رافعاً رصيده الى تسعة أهداف، ليصبح اول لاعب يسجل أكثر من 50 هدفاً مع قطبي ميلان.

يستحق لاتان ابراهيموفيتش لقب الأسطورة في هذا العمر نظير ما يفعله حتى الآن، وهو عندما يقول: "الناس يقولون لي إنني عجوز ومنهك لكنني في مرحلة الإحماء فقط"، فهذا يعني انا بإمكاننا أن ننتظر الكثير من اللاعب السويدي ابتداء من الموسم المقبل مع التوقعات بتجديد عقده مع ميلان المدعو لخوض منافسات الدوري الأوروبي.

لعب زلاتان ابراهيموفيتش في العقدين الأخيرين مع كبار أوروبا مثل ​أياكس أمستردام​ الهولندي، يوفنتوس وإنتر وميلان في إيطاليا، برشلونة الإسباني، مانشستر يونايتد الإنكليزي، وصولا الى لوس أنجليس غالاكسي الأميركي حيث أمضى موسمين، عاد بعدهما الى النادي اللومباردي في كانون الأول/ديسمبر، لكنه مع كل تجربة كان السويدي يظهر انه ما زال شاباَ وقادرا على العطاء دون أي اعتبار للسن او غيره.

من الواضح ان تجربة زلاتان ابراهيموفيتش مع ميلان هذا الموسم، أعادت الفريق الى السكة الصحيحة وترجمت بنتائج هي الأفضل في الدوري الإيطالي منذ عودة المنافسات بعد التوقف بسبب جائحة كورونا، لذلك فإن بقاء السويدي مع الفريق لموسم آخر ستمنح المدرب بيولي الفرصة لمتابعة التركيز على الفريق الشاب متسلحاً بنجم لطالما شكل حافزاً ومصدر الهام لكل من حوله في الفرق التي لعب معها في مسيرته.

نجح زلاتان ابراهيموفيتش في تجربته الجديدة مع ميلان هذا الموسم على الرغم من اختلاف الأمر هذه المرة عن كل التجارب السابقة التي خاضها سابقا في اوروبا، فاللاعب السويدي لا يلعب حاليا مع فريق مدجج بالنجوم، انما مع فريق شاب يملك الكثير من الطموح وبقيادة مدرب يعرف كيف يوظف امكانيات لاعبيه وهو اثبت نجاحه هذا الموسم، لذلك فإن المهمة الملقاة على عاتق زلاتان هذه المرة تتطلب منه اظهار هذه الشخصية الفذة التي يحارب بها داخل وخارج الملعب، وهي التي تدفعه دائماً للقول انه ما زال شاباً.

من الواضح ان زلاتان ابراهيموفيتش الذي لا ينفك عن توجيه الرسالة تلو الأخرى الى كل من حوله قادر على متابعة المسيرة مع الروسونيري، اذ لا ينقصه الإرادة والعزيمة والاهم الطموح، لذلك فإن ما قدمه اللاعب السويدي هذا الموسم كفيل بأن يفتح امامه كل الابواب في ميلانو من أجل موسم آخر ربما يكون حافلاً بما هو اكثر من اللعب في اليوروبا ليغ!.