منذ بضعة أشهر، كانوا يذهبون الى عملهم بسلام، يتقاضون أجرتهم ولا يقلقون كثيرا لأمر الغد. اليوم اصبحت العائلة كلّها عاطلة عن العمل، لأنّ افرادها يعيشون من الرياضة. فالوالد ​زياد منصور​ مدرّب منتخب كرة اليد اللبنانيّة واولاده ​علي منصور​ لاعب كرة سلّة محترف ومحمد منصور لاعب محترف في لعبة كرة اليدّ، وقمر منصور لاعبة كرة سلّة الى جانب دراستها. فتوقفت اجور الجميع في عائلة آل المنصور ولم تتوقف المصاريف ومتطلبات الحياة. فكان الوجع مضاعفا ولكن كان يكفيهم انّهم معا.

كذلك توقفت الجامعات ولم يتمكن علي من متابعة الفصل الأخير من دراسته الجامعيّة وهو يدرس ادارة الأعمال في جامعة ال LAU.

انّها حال طلاب لبنان ورياضيّ لبنان، توقفت حياتهم وخططهم بسبب ثورة تشرين الأول والفيروس المستجد كوفيد-١٩.

في الأيام الأولى للفيروس، اعتقد علي انّها مسألة أيّام وتعود الحياة الى طبيعتها وتُستأنف المشاريع حيث توقّفت. وجاء الواقع ليفرض عليه وعلى عائلته نمطا جديدا يختلف عن نمطهم المعتاد. توقفت التمارين، توقفت الأعمال، توقفت الحياة الاجتماعيّة. ففهم علي ان الموضوع اكثر تعقيدا مما كان يعتقد فبدأ يتأقلم مع الوضع الجديد المستجد.

فكان هذا الوقت المثالي لتمضية الوقت مع العائلة ولممارسات النكات وبعض الألاعيب المضحكة على افراد العائلة لا سيما الوالد. وهذا يساعد على تخطّي الروتين اليومي والأخبار الحزينة.

ويبقى للتمارين الرياضية الحصة الأكبر، "فالتمارين الرياضيّة يجب ان تستمر مهما كانت الظروف" هذا ما فكّر به علي لأنّ عليه ان يحافظ على مستواه ولياقته الجسديّة وعليه ان يبقى في جهوزيّة دائمة، فكان يمارس التمارين برفقة حبيب عبدالله وكان يذهب الى اندية يملكها اصدقاء فتحوها خصيصا له. لا سيما وانّ من تابع بطل قصتنا، لاعب الهوبس، علي منصور، خلال الموسم الماضي في المباريات التي خاضها ضمن بطولة لبنان وبطولة الحريري وبطولة دبي يتذّكر اداءه المتميّز وتألّقه وكيف ساعد فريقه اكثر من مرّة لتحقيق انجازات وانتصارات مختلفة. هذه الانجازات اوصلت علي منصور الى ​منتخب لبنان​ ودفعت بالمدرّب جو مجاعص لاختياره في التشكيلة الأساسية.

ويصف علي هذه التجربة بالاستثنائيّة لأنها تختلف عن تجربة منتخب الناشئين وعن كلّ التجارب الأخرى التي خاضها حتى الآن، ويضيف انّها ستبقى افضل ما مرّ وقد يمرّ به في المستقبل. وما الذي سيحصل في مستقبل علي، الشاب الطموح والموهوب ؟ هل سيعود الى صفوف الهوبس ام سينضمّ الى فريق آخر؟ وما رأيه بدوري كرة السلّة للموسم المقبل في ظلّ كلّ ما يجري؟

قد يكون اللاعب علي منصور في البلاد وقد لا يكون في لبنان، فقد تلقّى بعض العروض من خارج لبنان وهو يناقشها بجدية مع وكيله جاد سعادة. يفكّر منصور بالسفر لأن الوضع في لبنان معقّد جدا ويزداد تعقيدا كلّ يوم، علما انّه يتمنى ان يلعب في بلده وبين جمهوره. وهو يؤمن انّ البطولة ستنطلق ولكنّها ستكون متواضعة وسيغيب الحماس الذي تعوّد عليه جمهور اللعبة. واضاف انّ غياب اللاعب الأجنبي سيعطي اللاعب اللبناني دورا اكبر ومسؤولية اكبر ولكنه سيؤثر على مستوى ومستقبل اللعبة، ويأمل الّا يطول هذا الوضع وان تعود الأمور الى سابق عهدها ومجدها، علما انّ هذا يتطلب جهدا وعملا جادا من كلّ الأطراف المعنيّة باللعبة.

اللاعب اللبناني ككلّ مواطن لبناني قلق على مستقبله وقلق على مصير بلاده في ظلّ هذا الوضع المعقّد والغامض وهو ملزم بايجاد حلول فردية في ظلّ غياب الحلول العامة. التمسّك بالأمل والثقة باصحاب الارادة الصالحة يبقى احد الخيارات المفضلّة لعلي الشاب الموهوب ولكل المواهب الشابة.