يجلس الفرنسي ​كريم بنزيما​ اليوم متربعاً على عرش استحقه في ​ريال مدريد​، بعدما اثبت هذا الموسم انه أحد أهم صنّاع الإنجاز، حيث ساهمت أهدافه الـ21 بتتويج الميرينغي بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ عام 2017، محتلاً المركز الثاني في ترتيب الهدافين للعام الثاني على التوالي خلفاً للأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة.

لطالما كان بنزيما عُرضة للإنتقادات من جانب جماهير ريال مدريد إبان تواجد البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​، وغالباً ما كانت تلك الجماهير تطلق عليه لقب "الحكومة" باعتبار انه مدعوم من رئيس النادي ​فلورنتينو بيريز​، لكن بنزيما تمكن خلال الموسمين الماضيين من تحويل هذا اللقب من ذم الى مدح، وأضحى تحديداً هذا الموسم أفضل لاعب في سانتياغو بيرنابيو.

لكن بنزيما الذي "ضحك أخيراً"وهذه المرة رداً على تصريحات نويل لو غريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي اشاد بمستويات مهاجم ريال مدريد هذا الموسم، مع انه كان (لو غريت) أول من اعلن انتهاء مسيرته الدولية عام 2015 ابان فضيحة زميله فالبوينا، أثبت بنزيما مرة أخرى انه غير معني بمسيرته الدولية وكل ما يقال، وهو تصرف على اساس ان ريال مدريد موطنه الاول والأخير ونجح بالفعل.

ورغم كل الاصوات المنادية بعودة بنزيما الى منتخب الديوك بعد 5 سنوات من الغياب خاض خلالها المنتخب الفرنسي استحقاقين هامين الأول يورو 2016 على أرضه ومن ثم كأس العالم 2018 في روسيا وتوّج بلقبها، الا ان النجم الفرنسي يبدو غير مكترث أو ساعٍ لتلك العودة على الأقل تحت قيادة المدرب ديدييه ديشان.

صحيح ان المنتخب الفرنسي لم يتأثر بغياب بنزيما في ظل وجود هذا الكم الكبير من النجوم، إلا ان الارقام التي حققها اللاعب مع ريال مدريد هذا الموسم كانت أفضل بوضوح من تلك التي سجلها ​كليان مبابي​ مع باريس سان جيرمان او ​انطوان غريزمان​ مع برشلونة وأوليفيه جيرو مع تشيلسي، وبالتالي فإن القدرة التهديفية لبنزيما التي ظهرت للعيان بعد الخروج من ظل كريستيانو رونالدو أثبت احقيته بالتواجد مع المنتخب الفرنسي.

اليوم لم يعد كريم بنزيما بحاجة الى طلب استرحام من هنا او توصية من هناك من اجل العودة الى منتخب فرنسا الذي سيخوض في العام المقبل أمم أوروبا المؤجلة من هذا العام، لأن ما يفعله في ريال مدريد كفيل بمنحه بطاقة العودة واضافة انجاز دولي ما يزال ينقص سجله الحافل مع ريال مدريد والذي لا ينقصه كأس او بطولة.

يبقى القول انه اذا اراد المسؤولون الفرنسيون تكريم انجازات بنزيما فسيكون الأخير أول من يردد النشيد الوطني الفرنسي، واذا أصروا على عنادهم باستبعاده، فإن سانتياغو بيرنابيو ستبقى الموطن الأحب لابن الثانية والثلاثين والمحطة الأخيرة لانتهاء مسيرته في عالم المستديرة.