حقق ​باريس سان جيرمان​ لقب كأس فرنسا لكرة القدم بعدما فاز على سانت إيتيان 1-0 في المباراة النهائية التي استضافها ملعب ستاد دي فرانس في العاصمة الفرنسية باريس. المدير الفني لباريس سان جيرمان توماس توخيل لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع مبابي وإيكاردي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لسانت إيتيان كلود بويل بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع رومان هاموما كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بسيناريو غير متوقع مع محاولة سانت إيتيان مباغتة الفريق الباريسي فأهدر كرتين خطيرتين للغاية لكن سرعان ما انتفض البي أس جي وعاد ممسكا بزمام الأمور مع سيطرة في خط وسط الملعب والسعي لبناء الهجمات المنظمة من الخلف مقابل تراجع واضح من لاعبي سانت إيتيان للخلف ومحاولة امتصاص الفورة الهجومية المتوقعة للفريق الباريسي الذي ضغط بشكل كبير على مرمى خصمه ولم يتأخر في هز الشباك عبر اللاعب البرازيلي نيمار عند الدقيقة 14 ليتقدم باريس سان جيرمان 1-0. الأمور بقيت في مسار واحد وهو الهجمات الخطرة لباريس سان جيرمان خاصة عبر طرفي الملعب مع دي ماريا ونيمار ليتلقى البي أس جي ضربتين قويتين مع خروج كل من تيلو كيرير ومبابي بسبب الإصابة ودخول داغبا وسارابيا مكانهما ليلعب سانت إيتيان بنقص عددي منذ الدقيقة 31 عقب تدخل قوي على مبابي طرد على أثره لاعب سانت إيتيان لويك بيرين بالبطاقة الحمراء. بعدها انحصر اللعب في وسط الملعب مع هدوء نسبي وسيطرة من دون خطورة لباريس سان جيرمان الذي نجح في تأمين نفسه ودخل إلى غرف الملابس مع نهاية الشوط الأول وهو متقدم 1-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، حاول كلود بويل تعديل الموقف فأدخل نيوي ووهبي الخزري مكان كامارا وهاموما في الخط الأمام مع التحول فعليا إلى 4-4-1 نتيجة النقص العددي لكن الأمور لم تكن سهل فالفريق الباريسي استمر في بسط سيطرته كما لم يشأ سانت إيتيان فتح خطوطه الدفاعية والإندفاع أكثر للأمام نتيجة عدم تلقي هدف ثاني ينهي الأمور بشكل رسمي. محاولات سانت إيتيان الهجومي تلخصت في التحرك في العمق الدفاعي لباريس سان جيرمان واعتماد الكرات الطويلة نحو وهبي الخزري السريع نسبيا بجانب الكرات الثابتة طبعا لكنها لم تشكل الخطورة الحقيقية على مرمى باريس سان جيرمان الذي حاول مدربه توخيل تهدئة الأمور قد الإمكان ونقل الكرات في وسط الملعب والسعي بشكل دائم إلى تفعيل عمل الأطراف وتقدم أظهرة الفريق من أجل المساندة الهجومية في الكرات المرتدة واستغلال المساحات التي بدأت تظهر في دفاع سانت إيتيان ليكون إيقاع المباراة في آخر 20 دقيقة هادئ نسبيا مع بعض الكرات لسانت إيتيان الذي بدا مرتبكا ولم يحسن التعامل مع أي كرة داخل منطقة جزاء الفريق الباريسي حيث تمكن الأخير بفضل خبرته من تسيير الأمور لمصلحته وإنهاء المباراة بالفوز 1-0 وضمان التتويج بلقب كأس فرنسا لموسم 2019-2020.

ملاحظات عامة:

كانت إستراتيجية سانت إيتيان في هذه المباراة تتلخص بالإعتماد على التكتل الدفاعي وإغلاق العمق الدفاعي للفريق ثم محاولة لعب الهجمات المرتدة في الشق الهجومي وتأخير هدف البي أس جي الأول قدر الإمكان وهذا سيزيد الضغط على الفريق الباريسي كلما استمرت النتيجة 0-0، لكن هذه الإستراتيجية سقطت بعد ربع ساعة عقب هدف نيمار الأول وأتى طرد لاعب سانت إيتيان لويك بيرين صعّب أمور العودة كثيرا على الفريق بعد اللعب لمدة 60 دقيقة بنقص عددي وبتأخر 1-0 أمام فريق قوي بحجم البي أس جي.

يمكن القول بأن البي أس جي حقق لقب الكأس بأقل مجهود ممكن وهذا أمر طبيعي فهي المباراة الرسمية الأولى في فرنسا بعد التوقف القسري بسبب فيروس الكورونا وكانت الكرة الفرنسية هي أول ضحايا هذا الفيروس بعد عدم استكمال الدوري الفرنسي لموسم 2019-2020 ما يعني أن الجاهزية البدنية والفنية لم تكن في أعلى مستواها لكن البي أس جي بخبرته الكبيرة وبأسلحته الهجومية أنهى هذه المواجهة لمصلحته.