انفجر الوضع مجددا في نادي ​الحكمة​، ازمة جديدة يعيشها النادي الأخضر وكأن الأزمة الاقتصادية الخانقة وفيروس كورونا لا يكفيان، فجاءت استقالة الهيئة الادارية للنادي لتطرح الف سؤال حول مصير النادي خصوصا بعد الانجازات التي حققتها هذه الهيئة برئاسة ​ايلي يحشوشي​ ان لجهة تسديد مبلغ مليون ونصف دولار من قيمة الديون التي بلغت ٣ ملايين دولار او لجهة الانتصارات التي حققها الفريق في بداية الموسم الأخير الذي توقّف بسبب اندلاع ثورة تشرين الأول، وايضا وخصوصا لجهة انضباط الجمهور وعدم اطلاق اي شعارات سياسية او استفزازية وقد تعاملت الهيئة الاداريّة مع اي محاولة للاستفزاز بجدية وصرامة، ما دفعها الى الادعاء على ٥ اشخاص من جمهور النادي بعد مباراة النادي ضدّ الشانفيل في ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٩ بسبب تصرفات غير لائقة بالنادي. فأصبح النادي في عهد هذه الهيئة مثالا يحتذى به.

فماذا حصل ليعود النادي الى دوامة القلق والمصير المجهول؟ ومن يستطيع ان يواجه الأزمة الحاليّة ويضع لها نهاية مناسبة؟ هل يعود ايلي يحشوشي والهيئة الادارية عن الاستقالة ام انّ هذه الأزمة تحتاج هيئة أخرى ورئيسا آخر؟

التفاصيل شرحها المسؤول الاعلامي في نادي الحكمة ايلي نصار، لمندوبة صحيفة "السبورت" الالكترونيّة، الذي لفت الى انجازات وانتصارات الحكمة الكثيرة والى أداء هذه الهيئة المشرّف في الفترة القصيرة التي تسلّم فيها النادي وقد تمكنت من تسديد مبلغا من الديون رغم الأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها كلّ البلد وعن السبب وراء الاستقالة، يشرح نصّار انّ مطرانية بيروت تطالب بفكّ الارتباط بين نادي الحكمة والمطرانيّة على خلفيّة انّ النادي يسعى وراء مشروع سياسي حزبي، وهذا أمر لا يتماشى مع أهداف المطرانيّة ويؤثر سلبا على صورة المدارس والجامعة.

انّ التوجّه السياسي لنادي الحكمة ليس مجهولا على أحد وليس جديدا، فلماذا تريد المطرانيّة حلّ هذا الارتباط اليوم؟

يتابع نصار ان فكّ هذا الارتباط يعيد للمطرانية عقارات في منطقة عين نجم، كانت وضعتها المطرانية بتصرّف النادي طالما هو قائم، وفي حال حلّه تعود هذه العقارات التي ارتفعت قيمتها بشكل جنوني، للمطرانية.

فاستقالت الهيئة الادارية للنادي لأنها ترفض التوقيع او الموافقة على هذا الأمر، وسيتم انتخاب هيئة جديدة خلال شهر.

وبانتظار هيئة جديدة للنادي، ما هي الحلول المطروحة وكيف الخروج من هذه الأزمة؟

يشرح نصار انّ سيادة ​المطران بولس عبد الساتر​ لا يريد حلّ او تسكير النادي الأخضر انّما يريد فصله عن المدارس والجامعة والّا يكون اسم النادي مرتبطا بهما، وعليه فانّ النادي يقترح اتفاقا باستثمار لمدة ٢٧ سنة مقابل مبلغ رمزي سنويا.

وفي حال لم يكن هدف المطرانية استعادة العقارات، فان هذا الحلّ يناسب الجميع، ولا يزال النادي بانتظار ردّ المطرانيّة على الحلّ المطروح.

والسؤال، لماذا الاستعجال بالاستقالة، ولماذا لم تنتظر الهيئة الاداريّة برئاسة يحشوشي ردّ المطرانيّة؟ وهل الاستقالة تفيد النادي في ظلّ هذه الظروف؟

يقول نصّار انّه لم يكن امام هذه الهيئة ايّ حلّ آخر بل بالعكس هم يأملون بأن تتغيّر الأمور وتصبّ في مصلحة نادي الحكمة مع هيئة ادارية جديدة.

وبانتظار انتخابات جديدة او ربّما عودة يحشوشي ورفاقه عن الاستقالة تلبية لدعوة رئيس الاتحاد اللبناني الاستاذ اكرم الحلبي الذي اشاد بانجازات هذه الهيئة ومهنيتها، خصوصا وان الدوري ينطلق بعد اشهر قليلة، واضاف انّ نادي الحكمة حجر اساسي في اللعبة وفي درجة الأضواء. هل ينطلق الدوري من دون النادي الأخضر؟

يردّ نصار بكلّ ثقة انّ نادي الحكمة سيكون موجودا خلال الدوري ولكنّه سيكون فريقا متواضعا جدا نظرا للظروف التي لا تخفٓ على أحد، لن ينافس نادي الحكمة على اللقب في الموسم المقبل.

وقبل انطلاق الدوري الذي لم تتوضح معالمه حتى الآن باستثناء تاريخ انطلاقته في ١٥ تشرين الثاني واصدار لائحة النخبة للرجال من الاتحاد والتي طرحت علامات استفهام حول بعض الأسماء الواردة في اللائحة وبعض الأسماء التي غابت عن اللائحة.

تفاصيل كثيرة لا تزال غامضة حول الدوري الاستثنائي المقبل لبطولة لبنان لكرة السلة الذي يجري في ظروف استثنائية، ويبقى اهمها مصير نادي الحكمة الذي يعاني. وبين خائف عليه وغير مبال بما يؤول له هذا النادي كيف سيستمر النادي الأخضر؟ ومن سينقذه هذه المرّة.