وضعت قطر ​كأس العالم 2022​ على طريق الجدية الفعلية بعد الإعلان عن جدول المباريات، حيث ستقام المباراة الافتتاحية في ​استاد البيت​ في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، والنهائية في ​لوسيل​ في 18 كانون الأول/ديسمبر، مما يعني ان اللجنة المنظمة خطت الخطوة الأكثر أهمية على الرغم من اكمال بناء اربعة استادات من اصل ثمانية ستستضيف النهائيات،مع العلم ان اللجنة المنظمة سلمت حتى الآن ثلاثة ملاعب هي ​استاد خليفة الدولي​، إضافة الى ​استاد الجنوب​ في مدينة الوكرة، و​استاد المدينة التعليمية​.

وفي الوقت الذي كانت الاستعدادات تسير على قدم وساق بالتزامن مع جائحة كورونا التي تسببت بتأجيل العديد من الاستحقاقات العالمية والقارية، كان الرهانات او التوقعات تسير باتجاه تأجيل ​مونديال 2022​، إلا ان اللجنة المنظمة أرست من خلال اعلان جدول المباريات الحقيقة الثابتة وهي ان العالم سيكون على موعد مع اول مونديال يقام في الشتاء وفي دولة عربية للمرة الأولى في التاريخ.

من الواضح ان تجربة اقامة كأس العالم 2022 في الشتاء وتحديداً في قطر ستكون تجربة مفيدة لكل العالم، ولعل ما يميز المونديال المقبل يهم الجماهير بالدرجة الأولى، والتي سيكون باستطاعتها حضور أكثر من مباراة في يوم واحد نظراً لتقارب الملاعب من بعضها، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً في السابق حين اقيمت النهائيات في بلدان كبيرة على المستوى الجغرافي.

تجربة اقامة نهائيات كأس العالم 2022 في الشتاء تستحق التوقف عندها لكونها تؤسس الى امكانية إسناد مهمة تنظيم المونديال مستقبلاً الى دول مختلفة المناخ عن اوروبا، مما يعني ان تغيير المواعيد المعتادة لاقامة اكبر تجمع كروي حول العالم ستكون متاحة، حين تستوفي الدول المتقدمة لاستضافة المونديال المعايير المطلوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ومما لا شك فيه ان اقامة مونديال 2022 في الشرق الأوسط ستكون تجربة تحت الأنظار ليس من جانب الفيفا فحسب، انما كل الاتحادات المنضوية تحت لوائها، وستعطي التجربة الجديدة في حال نجاحها الفرصة لكل الدول الراغبة باستضافة كأس العالم مستقبلاً ان تتكيف مع اجوائها المناخية والجغرافية بهدف انجاح هذا الحدث الذي ينتظره مئات الملايين حول العالم.

يبقى القول ان قطر ستكون امام مسؤولية كبرى ليس فقط لكونها الدولة المستضيفة لكأس العالم المقبلة، انما لكونها ستفتح الطريق امام بقية الدول الصغيرة من حيث المساحة لتقديم عروضها اذا ما توفرت الامكانيات لديها، وبالتالي فإن مونديال 2022 سيفتح افقا جديداً في مسار طويل كان حتى وقت قصير حكرا على دول معينة سواء في اوروبا او اميركا الجنوبية.