من الواضح ان مدرب برشلونة ​كيكي سيتين​ يكتب فصوله الأخيرة مع النادي الكاتالوني، خاصة في ظل النتائج المتواضعة التي يحققها الفريق منذ استئناف المنافسات الشهر الماضي، اذ تعادل الفريق في ثلاث مباريات من أصل ست وبات بعيداً بفارق اربع نقاط عن غريمه التقليدي ​ريال مدريد​ المتصدر والذي يقدم اداءاً مميزاً سمح له بتحقيق ستة انتصارات متتالية.

ومنذ قدوم سيتين الى الكامب نو في يناير/كانون الثاني الماضي خلفاً للمدرب ​أرنستو فالفيردي​ المقال، لم يتمكن الأول من إضافة أي جديد للفريق، لا بل تسبب في فوضى داخل غرفة الملابس خرجت بعد ذلك الى العلن مع حال التوتر المعلنة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يعيش فترات صعبة، والتي سمحت له بترجمتها على ارض الملعب من خلال احتكاكات عنيفة مع الخصم لم نعهدها سابقاَ طوال مسيرته في عالم المستديرة.

ومما لاشك فيه ان حالة عدم الرضى التي يبديها ليونيل ميسي تجاه مدربه ستكون المسمار الرئيسي في نعش كيكي سيتين، أضف الى ذلك ان النتائج المخيبة التي يحققها الفريق ستكون سبباً اضافياً لوضع النادي كل الخيارات على الطاولة قبل انطلاق الموسم الجديد من الدوري الاسباني لكرة القدم.

لذلك فإن الخلل الواضح في منظومة برشلونة بات يشكل علامة فارقة أمام جميع الفرق التي يواجهها، مما يعني ان الفريق قد يكون معرضا لمزيج من النكسات سواء في الجولات المتبقية من الليغا أو في مسيرته نحو الفوز بدوري أبطال أوروبا هذا العام.

من البديهي القول ان مشكلة برشلونة تكمن في غرفة الملابس أولاً وأخيراً، وبخلاف ميسي، فإن الفريق يملك لاعبين مخضرمين قويت شوكتهم بعد الانجازات التي حققوها للبارشا حتى باتوا أفضل "قامة وقيمة"، مما يعني ان الفريق الكاتالوني بحاجة الى مدرب يملك سجلاً تاريخياً قادر على كسب احترام هؤلاء، وهو البند الأول في طريق عودة برشلونة الى ساحة الانتصارات والألقاب.

هذا الكلام يقودنا بسرعة الى ​تشافي هيرنانديز​ مدرب ​السد القطري​ حاليا وأحد صنّاع الفترة الذهبية لبرشلونة، وهذا يعني أيضا ان على ادارة البارشا استنساخ تجربة ريال مدريد مع الفرنسي زين الدين زيدان الذي تولى تدريب الفريق الملكي على الرغم من ان خلفيته التدريبية تكاد تكون معدومة، الا انه فرض احترامه داخل غرفة الملابس بفضل سيرته التاريخية الحافلة بالألقاب، وانطلق من هذا الامر لقيادة الفريق نحو انجازات غير مسبوقة.

ربما يكون وضع تشافي هيرنانديز مماثلاً ومشابهاً لوضع زيدان، فتجربة تدريب السد القطري ليست كافية لمنحه مقعد المدير الفني في الكامب نو، لكنه سيحظى من دون أدنى شك بالاحترام من جانب اللاعبين الذين عاصر بعضهم وهذا الامر سيكون كفيلاً بنجاحه، على الرغم من ان البعض قد يعتبر قدوم تشافي بمثابة مغامرة.

تشافي الراغب في تدريب برشلونة والمتحفظ على قيادته في ظل وجود الرئيس الحالي ​جوسيب ماريا بارتوميو​، قد يؤجل قرار الموافقة الى ما بعد انتخابات النادي في صيف العام 2021 خاصة اذا فاز فيكتور فونت برئاسة النادي الكاتالوني، لكن حتى هذا الوقت فإن البارشا قد يشهد المزيد من التدهورفي ظل وجود ثمانية لاعبين تخطوا الثلاثين من عمرهم وفي ظل وجود مدرب غير قادر حتى على النظر في عيني نجم الفريق!.