في زمن الكورونا والعودة غير الطبيعية لمنافسات كرة القدم، وفي ظل كل الإجراءات الصحية المتخذة في ملاعب العالم، يثبت البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ نجم ​يوفنتوس الايطالي​ يوماً بعد آخر انه نجم لا تعيقه الظروف ولا المستجدات عن إظهار حقيقة واحدة وثابتة تجعله الرقم الصعب مع كل فريق يلعب في صفوفه.

اليوم ورغم بلوغ رونالدو الخامسة والثلاثين، إلا ان الدون ما يزال قادراً على التسجيل في مباراتين متتاليتين لا تفصل بينهما سوى أيام معدودة وهو ما فعله عندما هز شباك ​بولونيا​ و​ليتشي​ ضمن منافسات الدوري الإيطالي، وان كان ذلك حدث عبر ركلتي جزاء، لكن هذا لا يلغي قدرته على استثمار الاوقات الصعبة لمصلحته ومصلحة فريقه.

صحيح ان كريستيانو رونالدو يعيش أياماً صعبة تحت قيادة ​ماوريسيو ساري​ والذي عمد في الآونة الأخيرة الى تغيير مركزه، كما وضعه على مقاعد الاحتياط في مباراة ليتشي الأخيرة، الا ان البرتغالي بدا قادراً على التكيف مع كل الخطط الطارئة ومستعداً للتضحية بدقائق لمصلحة لاعبين آخرين، لكونه يدرك جيداً انه الوحيد الذي يستطيع تغيير مجرى المباراة سواء بهدف او تمريرة وهو ما فعله ايضا في لقاء ليتشي عبر تمريرة ساحرة سجل منها ​غونزالو هيغوايين​ هدفا للسيدة العجوز.

وعلى الرغم من خسارة يوفنتوس نهائي كأس ايطاليا أمام نابولي بركلات الترجيح، الا ان مسألة الفوز بالدوري تبدو غير بعيدة المنال في ظل التفوق الواضح لفريق السيدة العجوز على بقية خصومه، الا ان مسألة واحدة هي التي تشغل بال النادي وكريستيانو رونالدو الا وهي المضي قدما في دوري أبطال أوروبا.

مما لا شك فيه ان مباراة ليون في اياب ثمن النهائي ستكون الفيصل لطموحات البرتغالي، خاصة وان الادوار النهائية للبطولة القارية ستقام في لشبونة المدينة التي شهدت مولد الدون، لذلك فإن خسارة الذهاب أمام الفريق الفرنسي بهدف تحتم على رونالدو وزملائه تخطيها في الإياب، وبعدها فإن كل الأمور قد تكون متاحة لرونالدو من اجل بذل المستحيل ورفع الكأس الأوروبية في المدينة التي يحبها كثيراً.

لا يمكن للاعب بحجم كريستيانو رونالدو ان يتوقف عن الحلم بالتتويج، وهي ميزة ربما لا تجدها في شخصية لاعب دخل النصف الثاني من العقد الثالث في حياته، لذلك فإن الفوز بدوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس هذه المرة سيكون له طعم آخر رغم احرازه اللقب خمس مرات سابقاً، كما ان تحقيق هذا الأمر سيجعله قادراً أيضا على الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم وهو اللقب الذي يعني كثيراً للدون.