عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال أنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه. وسنلقي الضوء في هذا المقال على حدثين شهدهما عام 7200، وهما نهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي ​كوبا أميركا​.

· إي سي ​ميلان​ 2- ليفربول 1 ( الاستاد الأولمبي في أثينا / الحكم الدولي الألماني هربيرت فيندل ):

كانت المباراة بمثابة إعادة لنهائي 2005 الشهير والذي قلب به ليفربول النتيجة من تأخر 3-صفر إلى الفوز بركلات الترجيح. وكان هذا النهائي فرصة لميلان من أجل الإنتقام الكروي، وهو ما حصل فعلا بعدما حسم المباراة لمصلحته 2-1. وبعد شوط أول جيد من الفريق الإيطالي، نجح رجال المدرب كارلو أنشيلوتي في إنهاء هذا الشوط بالتقدم بعد هدف في الدقيقة الأخيرة منه، ما غيّر كليا من مجرى اللقاء. وكان من الطبيعي أن يرمي ليفربول بكل أوراقه الهجومية في الشوط الثاني ليحصل الفريق عند الدقيقة 62 على فرصة ذهبية لكنها ضاعت وكان هذا هو المنعطف الحاسم والذي صدّق فيما بعد على خسارة ليفربول للقب. فماذا حصل عند الدقيقة 62 ؟

قطع قائد ليفربول ستيفان جيرارد الكرة من وسط ملعب ميلان ثم تقدم وتخطى المدافعين وانفرد بشكل تام بالحارس ​البرازيل​ي ديدا، وبعدما أصبح على بعد أقل من 8 أمتار من المرمى وامتلاكه لزاوية تسديد تتيح له التسجيل بسهولة، لم ينجح جيرارد في إيداع الكرة للشباك بل سددها خفيفة وقريبة من الحارس البرازيلي الذي تصدى للكرة بل وأمسكها، ليضيع جيرارد كرة قد يكون لا يزال يندم عليها، لان ميلان سجّل هدفاً ثانياً عند الدقيقة 82 عبر إينزاغي أيضا، ليكون هدف ديرك كويت المتأخر عند الدقيقة 89 من دون معنى ولم يغيّر شيئا من نتيجة المباراة التي حسمها ميلان لمصلحته.

· البرازيل 3- الأرجنتين صفر ( استاد خوسيه روميرو في فنزويلا / الحكم الدولي الباراغواياني كارلوس أماريلا ):

بعدما جمعهما النهائي عام 2004، كان عشاق كرة القدم على موعد على مباراة نهائية جديدة بين الغريمين التقليديين، ونجحت البرازيل في تحقيق فوز كبير بنتيجة 3-صفر، وكان الهدف المبكر الذي سجلّه المنتخب البرازيلي عند الدقيقة 4 عبر جوليو بابتيستا هو مفتاح الفوز.

ورغم أن المنتخب الأرجنتيني حاول العودة باللقاء دون ان ينجح، الا انه حصل على فرصة ذهبية عند الدقيقة الثامنة حيث أضاع هدف التعادل إذ سدد خوان ريكيلمي لاعب المنتخب الأرجنتيني كرة لا تصد ولا ترد من على بعد 13 مترا حيث وقف حارس المنتخب البرازيلي دوني متفرجا عليها وهي تتجه نحو المرمى، لكنها أصابت القائم البرازيلي لسوء حظ الأرجنتينيين وبكل تأكيد لو دخلت هذه الكرة، لكانت المباراة اتجهت نحو سيناريو مختلف ومن يعلم، ربما كان التاريخ سيسجل بأن الأرجنتين هي من أحرزت لقب كوبا أميركا 2007 وليس البرازيل.