من الواضح ان فوز نابولي بقلب كأس إيطاليا على حساب يوفنتوس هو أكبر من مجرد انتصار للنادي الجنوبي الذي سطر اسمه في يوم من الايام بأحرف من ذهب حين تعاقد مع النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، لتبدأ مسيرة حافلة بالألقاب المحلية والاوروبية، وضعت نابولي كناد كبير واسماً جديداً في عالم الأندية الكبرى اليوم يبدو نابولي في وضع مختلف، لا مارادونا ولا ألقاب محلية منذ ستة أعوام أو وصول الى مراحل متقدمة في دوري أبطال أوروبا، على الرغم من ان النادي بقي منافساً لليوفي على لقب الدوري الايطالي وحل ثانيا ثلاث مرات في السنوات الاربع الماضية، الا ان موسمه الحالي كان مليئاً بالسلبيات وتسبب بإقالة المدرب الشهير كارلو أنشيلوتي الذي تولى المهمة خلفاً لماوريسيو ساري مدرب يوفنتوس الحالي.

حين وضع النادي الجنوبي ثقته بالمدرب الإيطالي جينارو ​غاتوزو​، كانت الآمال والطموحات كبيرة، لكنها بقيت أسيرة لمسيرة غاتوزو السيئة مع ميلان، إلا انه برهن ومنذ توليه المهمة في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، قدرته على إعادة الفريق للسكة صحيحة، وتجسدت الخطوة الاولى بالفوز بكأس إيطاليا على حساب الفريق المهيمن على ألقاب الدوري الإيطالي منذ سبعة مواسم.

لكن فوز نابولي بكأس إيطاليا، يضع غاتوزو أمام تحدٍ جديد ومسؤولية كبيرة تفرض عليه من الآن التعامل مع كل البطولات الاخرى على قاعدة المنافسة الشرسة بدءاً من مباراة برشلونة في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، مع العلم ان مباراة الذهاب بين الفريقين انتهت بالتعادل بهدف لمثله.

يمكن للمدرب غاتوزو ان يستفيد من فوز نابولي بكأس إيطاليا من أجل تقديم المستوى المرجو امام الفريق الكتالوني في مباراة الاياب في اغسطس/آب المقبل وربما تحقيق مفاجأة والعبور الى ربع النهائي، لكن يتعين على مدرب نابولي أولاً ضمان مقعد أوروبي في الموسم المقبل خاصة وانه يحتل المركز السادس في ترتيب الفرق.

ربما تسبب فوز نابولي بكأس إيطاليا بازعاج الكثير من المنافسين وفي مقدمتهم برشلونة الذي ترك خصمه في مستوى غير جيد على الصعيد المحلي بعد مباراة الذهاب في دوري أبطال أوروبا، لكنه سيواجه في المرحلة المقبلة فريقاً مفعماً بالزخم ومليئاً بالإلهام والآمال، والتي ربما تنعكس سلباً على طموحات الفريق الكتالوني بالصعود الى منصة التتويج هذا الموسم، ما لم يتعامل مع النادي الجنوبي بطريقة حاسمة وجدية تضمن عدم إحراجه وخروجه خالي الوفاض من الموسم الاوروبي.