عندما تعود عجلة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الى الدوران اعتبارا من الأربعاء، ستكون شركة صغيرة في ​هونغ كونغ​، أحد الأطراف "المجهولين" في هذا المسار.

تؤدي "برينيتكس/سيركل دي ان ايه" دورا محوريا في عودة البريمرليغ بعد توقفه منذ آذار/مارس بسبب فيروس كورونا المستجد، بعد توقيعها عقدا مع رابطة الدوري بقيمة خمسة ملايين دولار، توفر بموجبه خدمات إجراء فحوص "كوفيد-19" للاعبين وأفراد الأندية.

وكانت هذه الاختبارات الدورية، من نقاط النقاش الأساسية التي رافقت مسار البحث عن استكمال الموسم في الفترة الماضية، لاسيما في ظل خشية العديد من اللاعبين من التقاط العدوى ونقلها بالتالي الى عائلاتهم.

وأقامت الشركة مركزا في مقر كل من الأندية العشرين المشاركة في الدوري الممتاز، لإجراء فحوص مرتين أسبوعيا بالتعاون مع مختبرات شريكة في المملكة المتحدة، في إطار التحضير لاستئناف المنافسات هذا الأسبوع.

وبحسب الأرقام الرسمية المنشورة على الموقع الالكتروني للدوري، أجريت حتى الآن ثماني جولات من الفحوص، وذلك بمعدل يومين لكل جولة (باستثناء الجولة الثانية التي امتدت أربعة أيام)، اعتبارا من 17 أيار/مايو وحتى 12 حزيران/يونيو. وشملت الفحوص 8687 شخصا، وتم تسجيل 16 حالة إصابة في صفوف الأندية، بعضها للاعبين، في فرق مثل ​توتنهام​ هوتسبر، ​نوريتش سيتي​، ​واتفورد​، ​بورنموث​، وبيرنلي.

وأدت هذه الاختبارات التي تصدر نتائجها عادة في غضون 48 ساعة، دورا أساسيا في تسهيل استكمال موسم كرة القدم في إنكلترا، والذي يحظى بشعبية واسعة في القارة الآسيوية.

ويقول داني يونغ، الرئيس التنفيذي للشركة وشريكها المؤسس، لوكالة فرانس برس: "نشعر بفخر كبير لتمكننا من أداء هذا الدور"، وذلك خلال لقاء معه في مقرها في هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، والتي أعيدت الى الصين عام 1997.

ويتابع: "أعتقد ان كل أفراد فريقنا سيشعرون بالفخر لدى استئناف الموسم في البريمرليغ".

وشكل التعاون مع الدوري الإنكليزي مجالا جديدا بالنسبة الى الشركة التي تعنى بإجراء فحوص الحمض النووي "دي ان ايه" للزبائن الراغبين في معرفة المخاطر الصحية التي يواجهونها، مثل احتمال الإصابة بمرض السرطان.

وبدأت النقاشات بين الطرفين قبل نحو شهرين، في ظل بحث البطولة الإنكليزية عن استكشاف سبل استئناف الموسم الذي تم تعليقه في منتصف آذار/مارس الماضي بسبب تفشي "كوفيد-19".

وتخوض شركة "برينيتكس/سيركل دي ان ايه" مباحثات حاليا مع بطولات أخرى أبرزها الليغا الإسبانية، لإبرام تعاون مماثل، لاسيما في ظل احتمال إضرار الرياضة الاحترافية للتعامل مع واقع "كوفيد-19" لفترة طويلة.

ويؤكد يونغ ان شركته "تجري حاليا مباحثات مع كل الاتحادات الرياضية الكبيرة من الرغبي، الى الكريكيت، سباقات الخيل، اعتقد اننا نتحدث الى العديد من المنظمات الكبيرة" في عالم الرياضة.

الى ذلك، تقدم الشركة اختبارات "كوفيد-19" الى أفراد في هونغ كونغ، وتتقاضى على كل منها 127 دولارا أميركيا، في مبلغ يؤكد يونغ ان شركته لا تجني منه أي هامش ربح.

ويوضح "بالنسبة إلينا، نجن نواجه كورونا ليس من مقاربة الربح المادي، بل لأن علينا مسؤولية القيام بأمر ما" في مواجهة الجائحة التي أدت الى وفاة نحو 435 ألف شخص حتى الإثنين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية.

ويتابع: "بالتأكيد في حال استعاد مجتمعنا وضعه الطبيعي بعض الشيء، هذا أفضل لجميع المعنيين، أكانوا من المجتمع، الموظفين في الشركة، وشركائنا التجاريين المستقبليين".

ويشدد يونغ على ان مواجهة الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في الصين في أواخر العام 2019 "تحتاج الى تعاون بين القطاعين العام والخاص، وتضافر جهود شركات عدة من أجل إيجاد حل".