عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال أنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه. وسنلقي الضوء في هذا المقال على ثلاثة نهائيات حصلت في عام 2004، وهي نهائي بطولة أمم أوروبا، نهائي كوبا أميركا ونهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

· ​البرتغال​ صفر- ​اليونان​ 1/ نهائي يورو 2004 / ملعب استاديو دا لوز في مدينة لشبونة البرتغالية:

نجحت اليونان آنذاك في تسطير ملحمة كروية حيث لم تكن مرشحة على الإطلاق لحصد اللقب الأوروبي لكنها وصلت إلى المباراة النهائية مع أداء دفاعي أسطوري وخطفت عند الدقيقة 56 هدفا عبر خارستياس. وحاول البرتغاليون مع كتيبة النجوم آنذاك بقيادة القائد لويس فيغو العودة الى النتيجة، لكن اختراق الدفاع اليوناني المنظم لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق الى ان نجح البرتغاليون من كرة ساقطة عند الدقيقة 75، في كسر مصيدة التسلل ووضع المهاجم الشاب كريستيانو رونالدو صاحب ال19 عاما وجها لوجه أمام الحارس اليوناني نيكوبوليديس، وكل ما كان يجب على رونالدو القيام به هو لمسة سليمة لإيداع الكرة في الشباك. لكن قلة خبرة رونالدو بدت واضحة حيث أطاح بشكل غريب ومتسرع بالكرة فوق المرمى اليوناني، ليضيّع البرتغاليون كرة كانت قادرة بكل تأكيد على تعديل النتيجة وتغيير مسار المباراة فيما بعد، ولم لا حرمان اليونان من لقبها القاري وتحويله إلى أصحاب الأرض؟ لكن هذا لم يحصل بسبب رعونة رونالدو وتسرعه في إنهاء تلك الفرصة الثمينة جدا.

· بورتو البرتغالي 3- موناكو الفرنسي صفر/ نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب غيلسينكيرشن في مدينة شالكه الألمانية:

كان مفاجئا أن يخوض كل من موناكو الفرنسي وبورتو البرتغالي النهائي الأوروبي الحلم حيث كان من غير المتوق من مجرى اللقاء. فبعد بداية قوية من موناكو وسيطرة جيدة على خط الوسط وإضاعة بعض الكرات الخطيرة، أتت الدقيقة 23 وشهدت خروج نجم الفريق الفرنسي وصانع ألعابه لودفيك جولي من الملعب بسبب الإصابة، وهذه كانت نقطة التحول حيث فقد موناكو أهم أسلحته وبدأ بورتو يتسيّد المباراة شيئا فشيئا ليحسمها بثلاثة اهداف نظيفة. وبذلك، يكون التبديل الإضطراري الذي قام به موناكو قبل انتهاء الثلث الأول من المباراة، السبب الأساسي في خسارة الفريق للقب الأوروبي، إذ بدا مفتقدا وبشدة لعقله المدبر جولي في وسط الملعب.

· الأرجنتين 2-2 ( 2-4 بركلات الترجيح ) ​البرازيل​ / نهائي كوبا أميركا / استاد ناسيونال في مدينة ليما البيروفية:

مباراة من الأشهر في نهائيات كوبا أميركا، والأكثر درامية حيث تقدم منتخب الأرجنتين عند الدقيقة 88 2-1 وبدا بأنه يذهب لتحقيق الفوز باللقب على حساب غريمه البرازيلي. ومرت حوالي دقيقتان ونصف من الوقت البدل عن ضائع، ولم يتبق إلا بضع ثواني قبل أن يعلن الحكم الدولي الباراغواني كارلوس أماريلا النهاية، عندها أرسل المنتخب البرازيلي كرة عرضية لداخل منطقة جزاء الأرجنتين ومع التكتل الدفاعي للتانغو، كان يفترض من مدافعي المنتخب إبعاد الكرة لما بعد منتصف الملعب والسماح للحكم بإطلاق صافرة النهاية والتتويج باللقب، لكن خطأ ثنائيا مشتركا من قلبي دفاع المنتخب القائد " روبيرتو أيالا " و " فابريسيو كوليتشيني " عند ارتقائهما لإبعاد الكرة واصطدامهما ببعضهما بشكل ساذج، سمح لأدريانو مهاجم البرازيل بترويض الكرة وتسديدها في الشباك معلنا نتيجة التعادل وجرّ المنتخب الأرجنيتيني لركلات ترجيحية حسمت اللقب للبرازيل وسط صدمة أرجنتينية لا توصف. وبكل صراحة لو تجنب مدافعو الأرجنتين هذا الخطأ وتعاملوا مع الكرة العرضية السهلة كما يجب وبشكل طبيعي، لكان التاريخ سيسجل بكل تأكيد أن حامل لقب بطولة كوبا أميركا عام 2004 هو منتخب الأرجنتين وليس البرازيل.