يمكن اعتبار قرار ​الاتحاد اللبناني لكرة القدم​ بإلغاء كافة مسابقات الموسم بسبب ​جائحة كورونا​ مفاجئاً لكل المتابعين للشأن الكروي في لبنان، خاصة وان هذا القرار جاء في وقت بدأت تلوح في الأفق إمكانية عودة العافية الى لعبة كرة القدم سيما بعد استئناف الدوري الألماني وتحديد مواعيد استئناف العديد من الدوريات الأوروبية الأخرى ومنها الاسباني والإنكليزي، كما ان هذا القرار هو الأول بين الدوريات العربية والتي بدأت بمعظمها بحث آلية استئناف الموسم مرة أخرى.

صحيح ان الدوري اللبناني لكرة القدم متوقف بعد المرحلة الثالثة بسبب الاحتجاجات التي شهدتها المناطق اللبنانية منذ 17 تشرين الأول الماضي، على خلفية الأوضاع الاقتصادية، وصحيحان الاتحاد اللبناني لكرة القدم أقر صيغة جديدة اختيارية لإعادة إطلاق البطولة المحلية، إلا ان اي من تلك الحلول لم تبصر النور بسبب معارضة بعض الأندية والتي تزامنت مع فرض التعبئة العامة لاحتواء الفيروس، ومع ذلك فإن قرار إلغاء الموسم يبدو متسرعاً ويطرح الكثير من علامات الاستفهام.

من الواضح ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم أراد اطلاق رصاصته الأخيرة على فشل مشروع اعادة انطلاق الدوري وبقية المسابقات، لكن تلك الخطوة تحمل الكثير من التداعيات التي تحتم على المسؤولين عن اللعبة والاندية البحث فيها خاصة وان مبررات اعلان هذا القرار هدفت الاعداد للموسم الجديد وفق تصور جديد يضمن استمرار اللعبة.

ولعل قرار الغاء الموسم سينعكس سلباً من ادنى شك على المنتخب الوطني في حال قرر الاتحاد القاري استئناف تصفيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وكذلك على مشاركة ​العهد​ و​الانصار​ في كأس الإتحاد الآسيوي فور عودة المباريات المتوقفة، لأن التوقف الطويل عن التدريبات وخوض المباريات قد يساهم في إصابة الكثير من اللاعبين وحرمانهم من الاستحقاقات الهامة.

أضف الى ذلك ان الغاء المسابقات دون تحديد آلية انطلاق الموسم الجديد والفرق المشاركة في جميع الدرجات يضع اتحاد الكرة في الدوامة عينها، اذ من يضمن بدء الموسم في موعده في ظل استمرار الازمة الاقتصادية والمعيشية والتي كانت في الاساس سبباً في توقف النشاط الرياضي قبل بدء انتشار فيروس كورونا، مما يعني ان كرة القدم اللبنانية وباقي الرياضات باتت في وضع حرج للغاية وبات استمرارها اشبه بمن يبحث عن تحقيق المستحيل.

من المؤكد ان كرة القدم اللبنانية تعيش في ظروف ربما تكون الاصعب في تاريخها، خاصة وان التزامن بين الازمتين الصحية والاقتصادية بسبب جائحة كورونا أرخت بظلالها على مختلف الدول الكبيرة والقوية باقتصادها، فكيف بالواقع اللبناني الذي يئن يومياً دون اي أفق واضح او موارد تكون قادرة على اعادة القطار الى السكة الصحيحة، لذلك فإن كل ما نخشاه ان يكون القرار الاخير لاتحاد الكرة بداية لغياب طويل مجهول المعالم.