عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال أنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن. وسنتوقف اليوم عند أهم نهائيين حصلا في عام 2003: نهائي كأس القارات ونهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

· ​الكاميرون​ صفر- ​فرنسا​ 1/ نهائي كأس القارات / ملعب ستاد دو فرانس – باريس:

خاض منتخب الكاميرون مواجهة قوية أمام فرنسا والتي لعبت على أرضها وبين جماهيرها، فبدت المواجهة متكافئة وسط صمود كاميروني وقدرة على تنظيم الأداء الدفاعي والتواجد في الصورة الهجومية متى دعت الحاجة.

هذا ما أجبر الفرنسيين على اللجوء لوقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم تيري هنري الأمور بهدف عند الدقيقة 97 وأعطى اللقب القاري لمنتخب فرنسا المستضيف.

لكن بالعودة إلى اللقاء، شهدت نهاية الشوط الاول منطفا حقيقيا في تحديد هوية الفائز، حيث سنحت فرصة ذهبة لجناح منتخب الكاميرون الأيسر محمدو إدريسو والذي كان في مواجهة مرمى فرنسا وبعيدا بمقدار 3 أمتار فقط ، الا انه سدد الكرة العرضية في جسد الحارس الفرنسي فابيان بارتيز، ليضيع بشكل غريب هذه الفرص السهلة. وبكل تأكيد لو نجح المنتخب الكاميروني في افتتاح التسجيل ودخول الشوط الثاني متقدما بهدف، لكانت الأمور اختلفت كثيرا ولربما كان الكاميرون هو حامل اللقب عام 2003 وليس فرنسا.

· يوفنتوس صفر- إي سي ​ميلان​ صفر ( 2-3 بركلات الترجيح ) / نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب أولد ترافورد – مانشستر:

شهدت هذه المباراة مستوى متقاربا للغاية حيث قدّم الفريقان الإيطاليان أداء جيدا للغاية وأظهرا الكثير من الإلتزام الدفاعي الإيطالي المعتاد، اضافة الى نفس هجومي جيد وفرص متبادلة، ما جعل الأمور تبقي على التعادل السلبي في الوقت الأصلي ثم الإضافي ليتم اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية التي حسمها ميلان الأمور 3-2 بعدما أضاع لاعبو يوفنتوس 3 ركلات ترجيحية.

لكن ما يجب التوقف عنده، هو ما حصل عند الدقيقة 47 في الشوط الثاني حين لعب أنتونيو كونتي لاعب خط وسط اليوفي والذي دخل بديلا بين الشوطين، كرة رأسية أصابت العارضة الأفقية لمرمى ميلان في فرصة كانت الأخطر على الاطلاق في المباراة على مدار الدقائق المئة والعشرين. ولو أن كرة كونتي دخلت مرمى ميلان، لكان سيناريو المباراة تغيّر بكل تأكيد ولكان اليوفي عرف كيفية الحفاظ على تقدمه واستبسل دفاعياً ليفوز باللقب ويقلب التاريخ.