من الواضح ان عودة ​الدوري الألماني​ لكرة القدم بعد فترة توقف دامت نحو شهرين بسبب جائحة كورونا، منحت الأمل بعودة الروح الى المنافسات الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، لا سيما وأن تلك الخطوة كانت بمثابة "بالون"اختبار بالنسبة لمختلف الإتحادات الأوروبية التي أرادت من خلالها مراقبة استئناف الموسم وفق بروتوكول صحي صارم، قبل الشروع في خوض تلك المغامرة الشجاعة التي أخذها الألمان على عاتقهم دون غيرهم ونجحوا في ارساء خارطة طريق جديدة لعودة النبض الى الملاعب.

وبغض النظر عن الموقف الذي اتخذته كل من فرنسا وهولندا وبلجيكا واسكتلندا بانهاء الموسم بطريقة او بأخرى، الا ان الإعلان الإسباني بعودة المنافساتمن دون جمهور اعتبارا من الثامن من حزيران المقبل جاء ليعزز الثقة بقدرة كرة القدم على الانتصار على الوباء على الرغم من ان الأخير حصد أكثر من خمسة ملايين اصابة حول العالم ووفاة أكثر من 300 ألف شخص في مختلف أصقاع الكرة الأرضية.

هذا الأمر ترافق مع منح الحكومة البريطانية الضوء الأخضر لاستئناف الموسم ابتداء من الشهر المقبل، اضف الى ذلك استئناف تشيكيا بطولة الدوري وتحديد الدنمارك،صربيا،النمسا، البرتغال، بلغاريا، كرواتيا،تركيا، النروج، وروسيا مواعيد محددة بدءاً من نهاية هذا الشهر وحتى الاسابيع المقبلة من الشهر القادم لعودة الامور الى طبيعتها، مما يعني ان عالم كرة القدم في طريقه للعودة الى ما قبل العاشر من اذار الماضي وان كان ذلك وفق بروتوكول صحي يتعلق بتمارين الأندية والمنافسات وتصرفات اللاعبين وأفراد الجهاز الفني خارج الملعب ومنع المصافحات بين اللاعبين أو الاحتفالات بالأهداف بالشكل المعهود، والتعقيم المتكرر للكرات.

يمكن القول ان كرة القدم في طريقها لاعلان الانتصار على الفوضى التي تسبب بها فيروس كورونا، صحيح ان هذا الانتصار دونه أثمان غالية دُفعت ليس أقلها غياب الجماهير "ملح المباريات" عما تبقى من مواجهات ووفق اجراءات صعبة، لكنها حرب قاسية وعلى اللعبة الشعبية الاولى في العالم الخروج منها بأقل الخسائر وهو الامر الذي بدا متاحاً منذ اعلان اسئناف البوندسليغا.

ومما لاشك فيه ان عودة الروح الى كرة القدم بعد غياب طويل سيمنح الامل باعادة جدولة الاستحقاقات الكبرى التي تأجلت بحكم أزمة كورونا ومنها دوري ابطال اوروبا، وتثبيت مواعيد كأس امم اوروبا وكوبا اميركا ودورة الألعاب الصيفية في طوكيو في العام المقبل، لكن في النهاية فإن الأهم تحقق الا وهو عودة النبض والروح الى ملاعب حولها عدو غير مرئي الى مساحات خالية ومهجورة لفترة طويلة وغير معتادة في عالم كرة القدم.