تنطلق السبت منافسات ​كأس أوروبا 2020​ لكرة القدم، لكن ليس على المستطيل الأخضر، بل عبر الألعاب الالكترونية التي شكلت بديلا للاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، بعدما اضطرته تبعات فيروس كورونا المستجد لإرجاء البطولة التي كانت مقررة في صيف هذا العام.

وبدلا من نجوم القارة مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كيليان مبابي والإنكليزي هاري كاين، سيكون "نجوم" المنافسة شبان يجلسون خلف شاشة ويتحكمون باللاعبين عبر جهاز "بلايستايشن".

وستكون بطولة "إي يورو" ("كأس أوروبا الالكترونية") الأولى من نوعها، وتأتي في ظل زيادة مطردة في الإقبال على هذا النوع من المنافسات في الأسابيع الأخيرة، مع القيود الواسعة التي فرضت على التنقل والسفر للوقاية من تفشي "كوفيد-19"، وتوقف معظم منافسات اللعبة الشعبية الأولى عالميا، على رغم أن بعضها (مثل الدوري الألماني لكرة القدم) بدأ بالعودة تدريجيا، لكن خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين.

ويقول الفرنسي لطفي دراجي لوكالة فرانس برس "سيكون كل الحمل على كاهلنا".

وتوج هذا الشاب البالغ من العمر 21 عاما، بطلا لفرنسا في العام 2018، وهو "يدافع" عن ألوان نادي موناكو.

وتابع "سنمثل فرنسا لكن ليس على أرض الملعب، بل من خلال اللعبة الالكترونية، ونحظى بكميات هائلة من التشجيع"، علما بأنه سيكون زميلا لوليد رشيد تيبان الذي توج بطلا لأوروبا للمنافسات الفردية عام 2019.

وأضاف دراجي "لقد خاب أملنا لتأجيل كأس أوروبا، لكن في الوقت عينه هذا الأمر يسلط مزيدا من الضوء علينا".

واضطر الاتحاد القاري في آذار/مارس الماضي الى تأجيل البطولة التي كانت مقررة بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو 2020، الى الفترة الزمنية ذاتها تقريبا العام المقبل.

وأتى هذا التأجيل في خضم الشلل الذي أصاب تدريجيا الغالبية العظمى من الأحداث الرياضية في العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وصولا الى تأجيل أحداث كبرى كانت مقررة خلال الصيف، مثل كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية، ودورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.

وتقام "كأس أوروبا" الالكترونية في عطلة نهاية الأسبوع بمشاركة 16 منتخبا، وتوفر للمشاركين فيها جوائز مالية تصل الى 40 ألف يورو.

وعادة ما يحصل اللاعبون "الالكترونيون" على رواتب من الأندية التي يمثلونها، تراوح بين ألفين وستة آلاف يورو شهريا.

وستقام البطولة وفق نظام يختلف عن المعتاد. فمباريات الدور الأول تقام بنظام خروج المغلوب في لقاء يخوضه لاعبان من كل منتخب. أما الأدوار الاقصائية، فيتأهل منها الفائز في سلسلة من ثلاث مباريات بنظامي الفردي والزوجي، على ان يتوج باللقب الفائز من مواجهة نهائية تتألف من خمس مباريات ممكنة.

وعلى رغم تطلع اللاعبين الى خوض هذه البطولة، يقر دراجي بأنها لا تشكل تعويضا عن كأس أوروبا الفعلية، حتى بالنسبة الى شبان مثله يعشقون الألعاب الالكترونية حد الثمالة.

ويوضح "لن تحل أبدا بدلا من كرة القدم الحقيقية. دعونا لا ننجرف خلف مشاعرنا، ليس من السهل أبدا إقناع الناس بمتابعة حدث يكون المشاركون فيه جالسين على مقاعدهم".

لكن الألعاب الالكترونية التي اكتسبت اهتماما متزايدا لاسيما في أوساط الجيل الشاب في الأعوام الماضية، حققت قفزة كبيرة خلال أزمة فيروس كورونا، مع التزام مئات الملايين من الناس حول العالم البقاء في المنازل لتفادي التقاط عدوى الفيروس، في ظل إجراءات صارمة فرضتها الحكومات على حركة التنقل والسفر، وأيضا في ظل توقف الغالبية العظمى من المنافسات والمسابقات التي عادة ما كان المشجعون يتابعونها مباشرة في الملعب أو عبر البث التلفزيوني.

ويرى "ويفا" ان الاهتمام المتزايد يؤشر الى تغيير كبير لاسيما من قبل الجيل الشاب، ويجب التأقلم معه.

ويقول مدير التسويق في ويفا غي-لوران ابستين ان الحجر المنزلي أفاد الرياضات الالكترونية بشكل كبير، معتبرا ان بروز مزاولي هذا النوع من الرياضة "هو فرصة يجب استغلالها".

ويتابع لوكالة فرانس برس:"لقد رأينا تضخما في الأحداث الالكترونية على مدى الأشهر الماضية لأنها تشكل بديلا بالنسبة الى المشجعين والرياضيين".

ويشير الى ان بعض هذه الأحداث "استقطب نسبة مهمة من الجمهور".

وبحسب ابستين، يأمل ويفا في ان تجذب بطولته القارية الالكترونية "أربعة ملايين مشاهد على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع"، علما بأن البطولة ستبث عبر قنوات في مختلف دول العالم، اعتادت بث مسابقات الاتحاد.

ويضيف: "لقد رأينا أن المشجعين المحرومين من الرياضة يعمدون الى مشاهدة منافسات الرياضات الالكترونية حتى وإن لم يسبق لهم القيام بذلك".