عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال أنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية.

ونتناول اليوم في هذا المقال، أهم نهائيّين حصلا في عام 2002، اي ​كأس العالم​ و​دوري أبطال أوروبا​.

البرازيل 2-صفر ألمانيا ( نهائي كأس العالم 2002 / ملعب يوكوهاما الدولي – مدينة يوكوهاما اليابانية ):

شهد هذا النهائي حدثين بارزين، كانا بلا شك نقطتي التحول في المباراة وساعدا البرازيل بشكل كبير في مسعاها لتحقيق لقبها الخامس والأخير في كأس العالم. وبعد شوط أول جيد من قبل الطرفين مع أفضلية من ناحية صناعة الفرص والخطورة لمنتخب البرازيل، دخل الألمان الشوط الثاني بشكل جيد وسنحت لهمعدة فرص من أجل افتتاح التسجيل، لكن الدقيقة 49 من المباراة شهدت حصول ألمانيا على ركلة حرة مباشرة من حوالي 30 مترا، انبرى لها أوليفر نوفيل وأطلق كرة صاروخية ارتدت من القائم الأيسر للمنتخب البرازيلي. ولو سجل نوفيل من هذه التسديدة لكانت ألمانيا تقدمت 1-صفر وبكل تأكيد لكان مسار المباراة تغيّر بشكل جذري.

الحدث الثاني والذي كان هو الاهم في هذه المواجهة حصل في الدقيقة 67، حيث ارتكب منتخب ألمانيا خطأين فرديين. فمن كرة "ميتة" بوسط الملعب خسرها لاعب إرتكاز منتخب ألمانيا ديتمار هامان بشكل مفاجئ، بدأت البرازيل ببناء هجمة سريعة ليسدد ريفالدو الكرة نحو المرمى الألماني، واللافت ان حارس مرمى منتخب ألمانيا أوليفر كان فشل في التعامل مع الموقف مرتكبا خطأه الأول في البطولة عقب أداء بطولي طوال المباريات التي لعبها. الا ان الخطأ كان كافيا كي تسجل البرازيل هدفها الأول عبر متابعة الظاهرة رونالدو لارتداد الكرة وادخالها الشباك ما مهّد الطريق لفوز البرازيل باللقب، ليكون الخطأ المزدوج لكل من هامان وكان السبب المباشر في تتويج البرازيل باللقب.

ريال مدريد الإسباني 2-1 باير ليفركوزن الألماني ( نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب هامبدين بارك – مدينة غلاسكو الإسكتلندية ):

يعتقد الكثيرون بأن هدف النجم الفرنسي زين الدين زيدان هو الحدث الأبرز في نهائي البطولة القارية عام 2002. لكن ومع كل التقدير لهدف زيدان لكنه لم يكن الحدث المفصلي في فوز ريال مدريد باللقب الأوروبين، بل بدأت القصة عند الدقيقة 68 حين أصيب حارس ريال مدريد سيزار ودخل مكانه الحارس الشاب إيكر كاسياس وكانت النتيجة تشير لتقدم الفريق الملكي 2-1. وعند الدقيقة 90+2، حصل باير ليفركوزن على فرصتين ذهبيتين إذ كان المهاجم البلغاري بيرباتوف بعيدا فقط مترين عندما تابع الكرة محاولا تعديل النتيجة، لكن تصديا مميزا بالقدم من كاسياس حرمه من ذلك ليحصل الفريق الألماني على ركلة ركنية، ويقوم بيرباتوف نفسه بلعب الكرة برأسه لكن كاسياس تعملق مجددا وحرم باير ليفركوزن من تعديل النتيجة بتصديين متتاليين كانا نقطة تحول في هذه المباراة وسمحا لريال مدريد بالتتويج باللقب. وعندها، بدأتمسيرة مميزة للغاية للحارس إيكر كاسياس برفقة النادي الملكي.