بقدر ما كانت عودة مباريات الدوري الألماني لكرة القدم سهلة بعد توقف دام أكثر من شهرين بسبب أزمة كورونا، تبدو الامور مغايرة بالنسبة للبريمييرليغ خاصة في ظل الإنقسام الحاصل بين المسؤولين وعدد كبير من لاعبي ومدربي الفرق، والذين لم تتبدد لديهم حتى الآن الشكوك حول القدرة على استئناف المباريات كما في البونديسليغا على الرغم من كون الخطر ما يزال ساري المفعول حتى هذه اللحظة.

وعلى الرغم من ان الحكومة البريطانية منحت الضوء الأخضر لعودة الحرارة الى الملاعب الإنكليزية اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو، الا ان من الواضح ان الاندية ما تزال متردد حيال خوض تلك المغامرة كما فعلت الاندية الألمانية، مع العلم ان الأندية الإنكليزية تواجه العديد من العقبات لعل اهمها اعتراض اللاعبين على المضي قدما في النزول الى ارض الملعب وايضاً مناقشة الأرباح التي ستحصل عليها في ظل اقامة المباريات دون حضور الجمهور.

ومع ذلك فإن الهم الأكبر بالنسبة الى الاندية واللاعبين هو البروتوكول الصحي المنوي الاتفاق عليه من أجل حماية اللعبة فور العودة الى التدريبات ومن ثم المباريات، وهو أمر لم يتم حتى الآن ويستعمله اللاعبون لمصلحة عدم اللعب في الوقت الحالي بحجة انه "اذا لم يكن الوضع آمنا بما يكفي لحضور المشجعين الى الملعب، فلماذا نعتقد انه من الآمن للاعبين التواجد هناك؟".

ربما تتأخر عودة الدوري الإنكليزي لكرة القدم بانتظار ما ستسفر عنه المناقشات الجارية بين مسؤولي الاتحاد والاندية، لكن من المؤكد ان استئناف الدوري الألماني وجه رسالة ضاغطة باتجاه البريمييرليغ وبقية الاتحادات المحلية في اوروبا، ومع ذلك فإن العودة ستتأخر بعض الشيء خاصة في ظل ارتفاع أصوات من فئة "الخمسة نجوم" تطالب بارجاء العودة ومنهم ​اغويرو​ ورحيم ستيرلينغ و​واين روني​، وفي ظل وجهات نظر مختلفة لكل نادٍ ولاعب.

من المهم القول ان التجربة الألمانية ستشكل اختبارا لكل البطولات الراغبة في استئناف المنافسات، لاسيما لجهة البروتوكول الصحي الصارم الذي فرض على كل الأندية ويشمل مختلف جوانب حياة أفرادها من التمرين الى اللقاءات وصولا الى التصرف داخل وخارج الملعب، لكن من المؤكد ان المخاوف في انكلترا محقة في ظل فارق عدد الوفيات بين المانيا وبريطانيا.

يبقى القول ان التأخر في وضع البروتوكول الصحي هو السبب الرئيسي في استئناف مباريات ​الدوري الانكليزي​ لكرة القدم، لذلك فإن من المتوقع ان تكون الاجراءات الصحية المفروضة اقسى وأشد من تلك الموجودة في المانيا، لكن كل تلك الاجراءات ستبقى محببة بالنسبة لفريق واحد هو ليفربول الذي ينتظر تحقيق انتصارين من المراحل المتبقية لاعتلاء منصة التتويج.