عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال بأنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية،...

نتناول اليوم أهم ثلاث نهائيات حصلت عام 2001: نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، نهائي كأس القارات ونهائي بطولة الكوبا أميركا.

بايرن ميونيخ​ الألماني 1-1 ​فالنسيا​ الإسباني ( فاز بايرن 5-4 بركلات الترجيح ) / نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب سان سيرو – مدينة ميلان الإيطالية:

حقق بايرن ميونيخ اللقب آنذاك بعدما انتهت المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح والتي حسمها بايرن لمصلحته 5-4. وشهدت المباراة التي قادها الحكم الهولندي ​ديك يول​ ارتكابه خطأ مؤثرا عند الدقيقة 60 حيث احتسب ركلة جزاء لمصلحة بايرن ميونيخ بعد لمسة يد على لاعب فالنسيا ​أميديو كاربوني​. لمس اليد موجود لكنه حصل بعدما قام لاعب بايرن يانكر بدفع كاربوني من الخلف أثناء التنافس على لعب كرة هوائية، ما أفقد كاربوني توازنه وجعله يسقط ويلمس الكرة بيده أثناء اختلال توازنه، لكن ديك يول احتسب ركلة جزاء عدّل بها بايرن النتيجة وحرم فالنسيا من الإستمرار بالتقدم 1-صفر. ولولا هذه الفرصة المرجحة، لكانت حظوظ فالنسيا في الإستمرار بالتقدم وحسم الأمور بالوقت الأصلي كبيرة بكل تأكيد.

كولومبيا 1-صفر المكسيك ( نهائي كوبا أميركا/ ملعب ستاديو إيل كامبين/ مدينة بوغوتا الكولومبية):

خسرت المكسيك المباراة النهائية بطريقة مستحقة لانها لم تقدم الكثير خاصة أن ​المنتخب الكولومبي​ لعب المباراة متسلحا بجمهوره الكبير وسجل هدف اللقاء الوحيد من كرة رأسية عبر كوردوبا عند الدقيقة 65. ​المنتخب المكسيكي​ حاول لعب مباراة مغلقة والتمركز الجيد في وسط الملعب وهي استراتيجية كانت جيدة الى ان قرر المدرب ​خافيير أغيري​ إجراء تبديل مفاجئ حيث أخرج قائد الفريق ودينامو خط الوسط خيسوس ارينالو عند الدقيقة 59 وادخل اللاعب فيكتورينو مكانه. هذا التبديل كان خاطئا ونقطة التحول، حيث سمح لمنتخب كولومبيا بفرض سيطرة مطلقة على خط الوسط وكان من الغريب أن يخرج أغيري قائده وهو تبديل قلب موازين المباراة، وسهّل فيما بعد الفرصة على الكولومبيين من أجل الفوز بالمباراة والتتويج باللقب.

فرنسا 1-صفر اليابان ( نهائي كأس القارات / ملعب يوكوهاما الدولي / مدينة يوكوهاما اليابانية ):

جرت المباراة النهائية لكأس القارات بين ​منتخب فرنسا​ حامل لقب كأس العالم 1998 ويورو 2000 مع ​المنتخب الياباني​ المضيف. وحاولت اليابان نظرا للفوارق الفنية لعب المباراة بشكل دفاعي والإعتماد على سلاح الهجمات المرتدة مع حصر اللعب في خط وسط الملعب وجرت الأمور بشكل جيّد في بداية المباراة لكن من كرة ميتة وغير خطرة إطلاقا، تقدم حارس مرمى اليابان يوشيكاتسو كاواغوشي من مرماه بشكل خاطئ وهو ما سمح للاعب منتخب فرنسا باتريك فييرا بلعب الكرة برأسه فوق الحارس الياباني محرزاً هدفاً غالياً في الدقيقة 30. خطأ الحارس دفع ثمنه المنتخب الياباني الذي تلقى هدفاً على اثر هجمة عادية، لكن الخطأ القاتل صعّب فيما بعد من مهمة اليابان في العودة وعدم استغلالها للوقت الوفير للعودة الى اجواء المباراة وخسر اليابانيون فرصة تحقيق لقب تاريخي بكأس القارات.