بفضل كرة قدم صُنعت في البرازيل وعلى وقع رقصة السامبا، تسعى ​الصين​ الى بلوغ نهائيات ​كأس العالم​ للمرة الثانية فقط في تاريخها، وذلك في ​مونديال قطر 2022​.

يبدو الأمر غريبا ربما، لكن الدولة الطامحة لأن تصبح قوة كبيرة في كرة القدم، بدأت فعليا باللجوء الى المواهب البرازيلية الشابة لقيادتها للحلم الكروي.

بات إلكيسون العام الماضي أول لاعب برازيلي الأصل يمثل المنتخب الصيني، قبل أن ينضم اليه مواطنه ​ألويزيو​، فيما تشير تقارير محلية إلى أن ​ريكاردو غولار​، فرناندو وآلان باتوا قاب قوسين من الانضمام الى فريق المدرب لي تاي بعد الاقتراب من إتمام الوثائق التي تخوّلهم الدفاع عن ألوان الصين.

وُلد اللاعبون الخمسة الذين يلعبون في مراكز هجومية في البرازيل، فيما يشير موقع "ترانسفرماركت.كوم" أن لجميعهم عقودا مرتبطة ب​غوانغزو ايفرغراندي​ بطل الدوري المحلي الذي يشرف عليه الايطالي ​فابيو كانافارو​.

كما ستكون الفرصة متاحة أمام الانكليزي الشاب تياس براونينغ لاعب غوانغزو ايفرغراندي أيضا للدفاع عن قميص ألوان منتخب "التنين الأحمر".

وبدأت استراتيجية تجنيس اللاعبين تحت إدارة المدرب السابق للمنتخب الايطالي مارتشيلو ليبي، لفريق لا يزال يعاني من عقم في المواهب.

أنفق ايفرغراندي 870 مليون يوان (122 مليون دولار) كقيمة التعاقد مع اللاعبين الستة إضافة الى رواتبهم وتكاليف أخرى، وفق ما أفاد موقع "سوكر نيوز" نقلا عن التقرير السنوي للنادي.

وأضاف الموقع أنه من المحتمل انضمام سبعة لاعبين مجنسين الى تشكيلة المنتخب الصيني هذا العام في سعيه لبلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.

أما اللاعب السابع فهو نيكو ييناريس مدافع فريق بيجينغ غوان المولود في العاصمة الانكليزية لندن والذي بات العام الماضي أول لاعب مجنّس في الصين وهو الآن معروف باسم "لي كي".

وتم استدعاء ييناريس (26 عاما) لاعب أرسنال والمنتخب الإنكليزي للشباب سابقا، والمولود من أم صينية، برفقة كل من إلكيسون وألويزو الى الفريق المتواجد الآن في معسكر تدريبي في شنغهاي.

وهي المرة الأولى في تاريخ المنتخب الصيني التي يتم استدعاء ثلاثة لاعبين مجنسين الى صفوفه.

وسيكتفي المنتخب بالمباريات التدريبية في ظل تعليق جميع منافسات كرة القدم حول العالم، بما فيها تصفيات المونديال، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

ورغم أن الطموح الكروي الصيني الذي يشمل استضافة نهائيات كأس العالم وحتى الفوز باللقب، وهو مشروع الرئيس تشي جينبينغ، الا أن الآمال ببلوغ مونديال قطر في مهب الريح.

إذ أعلن ليبي الذي قاد ايطاليا الى المجد في مونديال 2006، استقالته من منصب المدير الفني لمنتخب التنين الاحمر للمرة الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بعد خسارته أمام المنتخب السوري 1-2 على رغم تواجد ييناريس وإلكيسون الذي بات ملقبا ب "أي كيسين".

وتحتل الصين المركز الثاني في المجموعة الأولى بفارق ثماني نقاط عن سوريا المتصدرة الا أنها تملك مباراة مؤجلة. ويتأهل متصدر كل مجموعة الى الدور التالي من التصفيات إضافة الى أفضل أربعة منتخبات في المركز الثاني من أصل ثماني مجموعات.

تجنيس اللاعبين ليس مبدأ معتمدا في الصين، انما هو نهج جديد في البلاد وقد قوبل بانتقادات من قبل العديد من الخبراء، المشجعين ولاعبين سابقين فيما يخص التسريع في هذه السياسة الإصلاحية الجديدة.

وشدد الإعلام الرسمي بشكل عام على أنه لطالما أن هؤلاء المجنسين يرفعون من المستوى الفني للمنتخب، فهم يستحقون مكانهم.

تسعى الصين لبلوغ المونديال للمرة الثانية فقط في تاريخها بعد عام 2002 الذي أقيم في الجارتين كوريا الجنوبية واليابان، حين خرجت خالية الوفاض من دون أي نقطة أو حتى أي هدف.

تجنيس لاعبين برازيليين يلعب جميعهم في مراكز هجومية، ليس الا دليلا على العقم الهجومي للمنتخب على مدى السنوات الأخيرة.

ويعكس هذا النهج الجديد في المنتخب الوطني ما حصل في الأندية المحلية، بعد أن حقق ايفرغراندي ألقابه الثمانية في الدوري ولقبيه في دوري أبطال آسيا باعتماده بشكل كبير على مواهب أميركا الجنوبية.

وقبيل استدعاء ألويزيو (31 عاما)، اوضح المدرب لي أن "لا شك في إمكان اللاعبين المجنسين أن يجعلوا الفريق أقوى".

وتابع "لطالما أن لديك القدرة والحس بالانتماء الى الصين والشعور بالشرف الجماعي، فأنت قادر على الانضمام الى الفريق".