عادة ما تحسم البطولات بالنتائج، ويقال بأنه في عالم كرة القدم، ليس المهم الأداء بل النتيجة فلا يهم كيف تفوز، بل ماذا حققت. ولكن، لا بد من النظر الى واقع الامور من منظار آخر، لذلك سنتوقف عند كافة نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2000 للتركيز على لحظة مهمة أو مفصلية في كل مباراة نهائية، كان من شأنها تغيير النتيجة، قد تكون فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية،...

وقفتنا اليوم ستكون عند أهم نهائييّن حصلا في عام 2000، نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم ونهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية.

نهائي يورو 2000​ ( ​فرنسا​ 2-1 ​إيطاليا​ / فينورد ستاديوم بمدينة روتردام الهولندية ):

فازت فرنسا آنذاك بالنهائي 2-1 بهدف ذهبي من لاعب منتخب فرنسا ​دافيد تريزيغيه​، لكن الهدف الأشهر كان عبر سيلفان ويلتورد والذي عدّل النتيجة في آخر اللحظات من الوقت الأصلي حارماً إيطاليا المتقدمة 1-صفر من الفوز باللقب قبل لحظات قليلة من اطلاق صافرة الحكم .

لكن هناك حدث مهم حصل عند الدقيقة 84 ادى الى هذه النتيجة. في مسار الامور انه بعد مرور عشر دقائق على بداية الشوط الثاني وعقب التقدم الإيطالي بهدف، قام المدرب الإيطالي دينو زوف بإدخال مهاجم يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو من أجل تعزيز الهجمات المرتدة ومحاولة إنهاء المباراة بهدف ثان.

وبالفعل، حصل ​دل بييرو​ على الكرة أمام المرمى وانفرد بشكل صريح بحارس مرمى المنتخب الفرنسي ​فابيان بارتيز​، لكن المهاجم الايطالي تعامل مع الكرة برعونة وتسرع وسدد في قدم الحارس الفرنسي مع أنه لم يكن مراقباً، وكان بكل سهولة يستطيع تسجيل هدف ثان كان ادى الى تقدم الايطاليين 2-صفر قبل 6 دقائق من النهاية، ليجعل من الصعب جدا عودة الفرنسيين. لكن إضاعة الفرصة سمحت لفرنسا بأن تحافظ على حظوظها، فسجلت هدفاً قاتلاً وجرت المباراة لوقت إضافي وخطفت لقب البطولة من فم لاعبي منتخب إيطاليا.

نهائي دوري أبطال أوروبا ( ​ريال مدريد​ الإسباني 3-0 ​فالنسيا​ الإسباني / ستاد دي فرانس بمدينة باريس الفرنسية ):

جمعت المباراة النهائية بين فريقين من الليغا، ريال مدريد وفالنسيا وفاز بالمباراة ريال مدريد 3-صفر حيث حسم اللقاء لمصلحته نتيجة خبرته الكبيرة. وسيطر الريال على اللقاء حيث اعتمد فالنسيا على التمركز الدفاعي في الخلف ثم لعب الهجمات المرتدة.

وتقدم النادي الملكي بالنتيجة عند الدقيقة 39 عبر مهاجمه موريانتس ثم زاد الغلة لمصلحته 2-صفر بعد هدف من ستيف ماكمانامان عند الدقيقة 67 قبل أن ينهي راؤول الأمور بهدف ثالث عند الدقيقة 75.

ويبدو الفوز 3-صفر نتيجة مريحة ومستحقة، لكن المتمعن في تفاصيل المباراة كان يعلم بأنها شهدت لحظتين حاسمتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى اللقاء لمصلحة فالنسيا الذي حصل على كرتين سهلتين أمام المرمى.

الأولى كانت عند الدقيقة 17 حيث انطلق فالنسيا بهجمة مرتدة ووصلت الكرة إلى مندييتا الذي سدد كرة ضعيفة تجاه مرمى ريال مدريد وكان يمكن التعامل بشكل أفضل وتسجيل هدف التقدم لتغيير منحى المباراة. وأتى الحدث الثاني عند الدقيقة 71، حيث كان فالنسيا متأخرا 2-صفر ومندفعا بقوة للأمام، فمرر مندييتا كرة خالصة للمهاجم كلاوديو لوبيز الذي وجد نفسه بعيداً مترين فقط عن مرمى الحارس إيكر كاسياس وكل ما كان مطلوبا منه هو لمس الكرة وإيداعها الشباك المدريدية لتقليص النتيجة والسعي للعودة بالمباراة. لكن لوبيز وبطريقة غريبة، لم ينجح في لعب الكرة وأهدر فرصة ذهبية لفريقه الذي تلقى بعدها بأربع دقائق الهدف الثالث انهى كل آمال فالنسيا في الفوز باللقب الاوروبي.