يمكن اعتبار الخطوة التي اتخذها ​الاتحاد الدولي لكرة القدم​ السماح بإجراء 5 تبديلات لكل فريق في المباراة الواحدة، تاريخية وجريئة خاصة وان القرار يلامس الأزمة التي هزت العالم بسبب جائحة كورونا، ويتيح للأندية استخدام نظام المداورة في المباريات وتجنيب اللاعبين الضغوط الناتجة عن كثافة اللقاءات التي من المتوقع أن يخوضونها في الفترة المقبلة، لتعويض فترة التوقف التي قاربت من اتمام شهرين كاملين والتي تسببت من دون ادنى شك في انهيار لياقة العديد من اللاعبين.

لا يمكن الاستهانة بهذا القرار والتأثيرات الإيجابية التي يمكن أن تنجم عنه في ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة للإعداد البدني لكثير من اللاعبين الذين لزموا منازلهم للوقاية، في حين ان بعضهم تعرض للإصابة بفيروس كورونا ولن يكون من السهل عودتهم لممارسة كرة القدم بشكل كامل، هذا اذا ما عرفنا ان الاندية ستكون مضطرة لخوض مباراتين على الاقل في الاسبوع.

صحيح ان مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "ايفاب" ترك الحرية للإتحادات من اجل تطبيق القرار الخاص بالتبديلات، الا ان الظروف المناخية المختلفة التي ستؤثر على اللاعبين بسبب تأخر استئناف الموسم تحتّم على الاتحادات المحلية والقارية الشروع فورا بتنفيذ تلك القرارات في محاولة لإنقاذ اللاعبين من الاجهاد وعدم تعرض حالتهم الصحية لمضاعفات يمكن ان تساهم بتداعيات سلبية على الآخرين.

ولعل الخطوة المنتظرة من القرار الجديد للفيفا تكمن في استمراره الى ما بعد نهاية هذا العام، على الرغم من ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يدرس امكانية تمديده الى نهاية العام 2021 مما يعني انه قد يشمل بطولات ومنافسات كبرى ومنها ​كأس امم اوروبا​ و​كوبا اميركا​ ومسابقة كرة القدم في ​دورة الألعاب الأولمبية​.

لكن من الواضح ان القرارات الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم والتي اراد لها في البداية الا تكون ملزمة للاتحادات الأهلية، هي بمثابة جس نبض لما يمكن ان يصدر من تشريعات مستقبلا بعد الانتهاء من أزمة كورونا.

إلا ان ما يبدو في الافق قد لا يكون متاحاً في الوقت الحالي، لأن الاتحادات غير جاهزة لتنفيذ اي تغييرات جذرية في اللعبة كموضوع التسلل والبطاقات الصفراء والحمراء وحتى ركلات الترجيح وهي تغييرات لطالما تكلم عنها رئيس الفيفا ​جياني إنفانتينو​ بهدف التسريع من ايقاع اللعبة والتخفيف من عملية اضاعة الوقت، مع العلم ان تجربة التغييرات الخمس قد تكون فرصة للعديد من مدربي الاندية لإضاعة الوقت، مما يعني ان الفيفا مطالبة بتقييم تلك التجربة على نطاق واسع بعد عودة الامور الى طبيعتها في عالم الكرة المستديرة.

يبقى القول ان بالامكان اعتبار القرارات الأخيرة للاتحاد الدولي بمثابة "بالون اختبار" للبناء عليها في المستقبل او اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل أزمة كورونا.