ترك فيروس كورونا أثرا سلبيا على الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص حيث توقفت النشاطات الكروية في كافة أنحاء العالم واتسعت رقعة المتضررين من هذا التوقف من أندية، لاعبين، جمهور وهذا ما أسال الحبر الكثير والمقالات العديدة حول الأثر السلبي لهذا التوقف لكن قليلا من تحدث عن قضاة الملاعب، أي حكام كرة القدم الذين تضرروا مثلهم مثل غيرهم جراء هذا التوقف.

ومثلما سعت الأندية إلى إلى الحفاظ على لياقة لاعبيها عبر تدريبات منزلية، كانت لجان الحكام عبر مختلف الإتحادات الدولية، القارية والمحلية تسعى لوضع برامج خاصة لحكامها وذلك من أجل الإبقاء على جهوزتهم البدنية في ظل الحجر المنزلي الإلزامي. وسنستعرض في هذا التقرير أبرز ما قام به الحكام وكيف تحضروا خلال هذه الفترة بكافة الجوانب الفنية والبدنية من أجل البقاء بأقصى جهوزية فوز استئناف الموسم الكروي.

برنامج ال ZOOM

أصبح هذا التطبيق هو الأشهر لدى الحكام في فترة الحجر المنزلي حيث استعملت معظم الإتحادات المحلية التطبيق من أجل اجراء اجتماعات عديدة عن بعد بين لجان الحكام والحكام أنفسهم. واستعمل ​الفيفا​ هذا التطبيق بشكل خاص كما ​الإتحاد الأوروبي​ الذي سعى لدعم حكامه معنويا تحسباً لامكان استئناف بعض الدوريات الاوروبية خلال شهر حزيران/يونيو، وبالتالي كان من المهم أن يبقى حكام الإتحاد الأوروبي بأقصى جهوزية. لكن اللافت أن هذا التطبيق لم يكن فقط للإجتماعات الفنية، بل استخدمته الإتحادات من أجل القيام بتدريبات بدنية جماعية بقيادة مدرب اللياقة البدنية، وهذا مثلا ما قام به الإتحاد الإماراتي الذي ينظم كل أسبوع تمرينا جماعيا عبر هذا البرنامج ومثله يقوم ​الإتحاد الأسيوي​ والعديد من الإتحادات الأوروبية.

Set Up Application

قام بتنظيم هذا التطبيق المدرب الأرجنتيني الشهير " أليخو بيريز " والذي يعتبر من أبرز مدربي اللياقة البدنية حول العالم وهو مختص في تدريب الحكام وكان مشرفا على حكام كأس العالم في السابق، كما عمل في دول الخليج ويعمل حاليا كمشرف اللياقة البدنية للإتحاد الأسيوي لكرة القدم. المدرب الأرجنتيني وضع العديد من التدريبات والتي يمكن القيام بها من المنزل مع برنامج كامل من جميع النواحي حيث يمكن للحكم الدخول واختيار برنامج تدريب أسبوعي متنوع، كما قام المدرب الأرجنتيني بتحضير كتيّب عن التمارين المنزلية ناصحا الحكام بعدم القيام بتمارين ذات شدة عالية من أجل تجنب أي نوع من الإصابات وتلافي الذهاب إلى عيادة الأطباء في هذه الفترة الحرجة.

الإتحاد الأسيوي

في تصور مبدئي، يأمل الإتحاد الأسيوي لكرة القدم في إطلاق بطولاته من جديد خلال شهر آب/اغسطس المقبل واستئناف كافة دوراته التحكيمية. ومن أجل ذلك قام بالتواصل بشكل دائم مع حكام النخبة الاسيوية حيث قسمهم بحسب مناطقهم الجغرافية وقام بوضع مدرب لكل منطقة يتواصل مع الحكام عبر برنامج خاص يشمل الشقين الفني والبدني، من أجل إبقائهم بالجهوزية المطلوبة. ويخضع الحكام من خلاله هذا البرنامج للتقييم المستمر من أجل متابعة وضع كل منهم، وما إذا كان يتابع تمارينه كما يجب من المنزل، إضافة لخضوعه للعديد من الإختبارات والتي تؤدي الى معرفة مستوى الحكم ومدى جهوزيته للعودة إلى المستطيل الأخضر من جديد فور استئناف البطولات.

الإتحاد العربي

منذ بداية الأزمة، قام الإتحاد العربي لكرة القدم بإنشاء مجموعة على "الواتساب" تضم كل الحكام الدوليين من الدول العربية حيث يبلغ عدد الحكام حوالي 250 حكما، وتقوم لجنة الحكام بالقيام بنشاطات يومية مثل نقاش حالات تحكيمية أو أمور تختص بقانون اللعبة بجانب إرسال دليل للتمرين المنزلي وذلك من أجل ضمان استمرار الحكام الدوليين العرب في جهوزيتهم، خاصة أن الإتحاد العربي لديه الكثير من الإستحقاقات والتي يود متابعتها فور انتهاء فيروس كورونا وهذا ما يفرض عليه أن يتابع حكامه من أجل إختيار الأفضل منهم في تلك المسابقات.