صب قرار إنهاء الدوري الفرنسي لكرة القدم قبل الوصول الى ختامه بسبب فيروس كورونا المستجد، في صالح ​مرسيليا​ الذي سيعود الى مسابقة ​دوري أبطال أوروبا​ للمرة الأولى منذ موسم 2013-2014 بفضل مدربه البرتغالي ​أندريه فيلاس بواس​ ، لكن الفرحة قد لا تكتمل لأن مصير الأخير في مهب الريح نتيجة الضائقة المالية.

وكان مرسيليا ثانيا في الترتيب خلف غريمه باريس سان جيرمان عندما توقف الدوري في منتصف آذار/مارس قبل 10 مراحل على نهايته بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19".

وبعدما أنهى الموسم الماضي خامسا بقيادة ​رودي غارسيا​، استحق النادي المتوسطي أن ينال هذا الموسم لقب الوصيف بسبب الفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه، محققا "انجازا مذهلا" بحسب ما كتب مدربه البرتغالي على انستغرام.

وتحقق هذا الانجاز رغم المشاكل المالية التي يعاني منها النادي، واضطراره الى اللعب من دون نجمه البارز ​فلوريان توفان​ نتيجة إصابة الأخير. إلا أن بواس عرف كيف يتعامل مع الوضع من خلال "إنعاش" كل من ​ديميتري باييت​ والحارس ​ستيف مانداندا​ والاعتماد على وجوه جديدة مثل المدافع الإسباني ألفارو غونزاليز ولاعب بوكا جونيورز الأرجنتيني سابقا داريو بينيديتو.

ونجح المدرب السابق لبورتو وتشيلسي وتوتنهام الإنكليزيين في إعادة الحياة لفريق يتمتع بشعبية عارمة في جميع أنحاء البلاد، بناها منذ عام 1993 عندما أصبح، ولا يزال، أول فريق فرنسي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا بفوزه في نهائي النسخة الأولى من المسابقة المعدلة (كانت سابقا كأس الأندية الأوروبية البطلة) على العملاق الإيطالي ميلان بهدف وحيد سجله المدافع بازيل بولي.

الآن، وبعد عقد من الزمن على لقبه الأخير في الدوري الفرنسي، يعود مرسيليا للمشاركة في المسابقة القارية الأهم على الإطلاق، لكن قدرته على المنافسة مع الكبار موضع شك بسبب مشاكله المالية التي قد تؤدي الى رحيل فيلاس.

والرحيل ليس بالأمر الذي يرغب به المساعد السابق لمدرب توتنهام الحالي جوزيه مورينيو، وهذا ما أكده ابن الـ42 عاما في حديث لإذاعة "أر أم سي" من بلده البرتغال حيث موجود في العزل المنزلي الاختياري.

وأكد بواس: "أنا سعيد في مرسيليا. لا أريد البحث عن ناد آخر. لا أريد العودة الى الدوري الإنكليزي الممتاز. من الواضح أني أريد خوض دوري أبطال أوروبا مع مرسيليا... لكن إذا لم تكن الظروف المناسبة موجودة بالنسبة لنا من أجل القيام بعمل جيد، فلا أعتقد أن الأمر يستحق العناء".

المشاكل المالية للنادي الفائز بلقب الدوري الفرنسي عشر مرات، آخرها عام 2010، بدأت بعد انتقال ملكيته عام 2016 الى الملياردير الأميركي فرانك ماكورت، المالك السابق لنادي لوس أنجلوس دودجرز للبيسبول.

تجاوز النادي في ميزانيته الحدود المنصوص عليها في قواعد الاتحاد الأوروبي "ويفا" للعب المالي النظيف، إذ خسر الموسم الماضي 91 مليون يورو (98 مليون دولار)، وستتفاقم الأمور هذا الموسم بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا وتوقف الدوري.

وأعلن الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس أنه تم إحالة مرسيليا الى غرفة التحكيم التابعة لهيئة الرقابة المالية للأندية، بسبب عدم امتثاله لاتفاق ينص على تسوية حساباته.

وضمن "اتفاق تسوية"، يتوجب على مرسيليا اللعب بفريق مُصَغَر من حيث العدد (23 لاعبا عوضا عن 25) في حملته الأوروبية المقبلة وأن يسدد ما يصل الى أربعة ملايين يورو من أي جائزة مالية قد يحصل عليها.

ويبدو الآن أن لا مفر من عقوبات إضافية قد تصل الى حد اقصائه من دوري الأبطال الموسم المقبل بحسب ما أفادت صحيفة "ليكيب" الرياضية.

وبرر ماكورت مؤخرا الوضع المالي الصعب للنادي، بقوله "عندما اشتريت مرسيليا، كنت أعرف بأنه ستكون هناك تقلبات (بين الجيد والسيء)، مشددا على أهمية "رؤيته الطويلة المدى".

ومع فاتورة رواتب بقيمة 127 مليون يورو الموسم الماضي، يجد مرسيليا نفسه مضطرا الى بيع بعض لاعبيه مع إجبار الباقين معه على خفض رواتبهم.

ولهذا الأمر محاذيره، لكن فياش-بواش حذر بأن بقاءه مرتبط بالحصول على فريق قادر على المنافسة، كما اشترط بقاء المدير الرياضي الإسباني أندوني زوبيزاريتا، الحارس السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا، قبل الالتزام بالاستمرار لموسم ثان في "ستاد فيلودروم".

وشدد البرتغالي الذي سيعود الى فرنسا الأسبوع المقبل، "أريد أن أفهم الى أين نتجه، كم بإمكاننا الاستثمار. إذا كان النادي يريدني أم لا. في هذه الحالة إذا أراد رحيله لن تكون هناك مشكلة".